أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن الوضع الحالي المتعلق بالاتفاق النووي الإيراني بات شديد الصعوبة، في ظل ما وصفه بالموقف "غير البناء" من جانب الاتحاد الأوروبي، والذي يزيد المشهد تعقيدًا ويعرقل فرص العودة إلى المسار الدبلوماسي.
وقال بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "تاس"، إن موسكو تتابع عن كثب التطورات المرتبطة بالملف النووي الإيراني، مؤكدًا أن تعنت بعض الدول الأوروبية وعدم التزامها ببنود الاتفاق الأصلي الموقع عام 2015 هو أحد الأسباب الرئيسية وراء الجمود الراهن في المحادثات.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن روسيا تعتبر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتحملان المسؤولية الكبرى عن تدهور الاتفاق بعد انسحاب واشنطن الأحادي منه عام 2018، وما تبعه من فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات "خلقت مناخًا من انعدام الثقة" وأضعفت فرص الحوار.
وأضاف بيسكوف أن موسكو ما زالت تؤمن بإمكانية إنقاذ الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) إذا أبدت الأطراف الغربية استعدادًا حقيقيًا للتفاوض على أساس المساواة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن الضغوط السياسية، داعيًا إلى العودة إلى الالتزامات القانونية التي نص عليها الاتفاق المعتمد من مجلس الأمن الدولي.
وأكد أن الموقف الروسي "ثابت وواضح" في دعم الحلول الدبلوماسية للأزمة النووية الإيرانية، مشددًا على ضرورة تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات أمنية متزايدة.
وفي السياق ذاته، لفت بيسكوف إلى أن العقوبات الغربية ضد إيران لم تحقق أهدافها، بل أسهمت في تعزيز التعاون بين موسكو وطهران في مجالات الطاقة والتجارة والتقنيات الدفاعية، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين تستند إلى مبدأ "الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
وأضاف أن روسيا تدعو المجتمع الدولي إلى "الاعتراف بحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية" ضمن الضوابط التي يقرها القانون الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، محذرًا من محاولات "تسييس الملف النووي الإيراني" لخدمة أجندات غربية ضيقة.
ويأتي تصريح بيسكوف في وقت تشهد فيه المحادثات غير المباشرة بين طهران والدول الأوروبية جمودًا شبه تامًا، بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين بشأن خرق الالتزامات، فيما يواصل الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ضد شخصيات ومؤسسات إيرانية على خلفية ملفي حقوق الإنسان والبرنامج الصاروخي.
وأكد بيسكوف في ختام تصريحه أن روسيا ستواصل العمل مع جميع الأطراف المعنية لإعادة إحياء الاتفاق عبر آليات الحوار المتعدد الأطراف، معربًا عن أمل بلاده في أن "يتغلب المنطق الدبلوماسي على الحسابات السياسية الضيقة" في المستقبل القريب.
0 تعليق