لقاء تشاوري بين الكنيسة الأنجليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية في لندن لتعزيز التعاون الكنسي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انعقد في العاصمة البريطانية لندن اللقاء التشاوري للجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة الأنجليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية (AOOIC)، وذلك بمقر الكنيسة الأنجليكانية، بمشاركة عدد من الأساقفة واللاهوتيين وممثلي الكنائس الأنجليكانية، والقبطية الأرثوذكسية، والأرمنية الأرثوذكسية، والهندية الأرثوذكسية الملنكارية.

تشاور وخدمة مشتركة لا حوار لاهوتي رسمي

جاء هذا اللقاء في إطار التشاور وتبادل الخبرات والخدمة المشتركة بين الجانبين، مؤكدًا أن الهدف ليس الدخول في حوار لاهوتي رسمي، بل فتح مساحة للتلاقي والتعاون الرعوي والإنساني بين العائلتين الكنسيتين، بما يخدم الشهادة المسيحية المشتركة في عالم اليوم.

قضايا إنسانية ومعاصرة على جدول اللقاء

ناقش المشاركون عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، من بينها قضية الهجرة والنزوح، والشهادة المسيحية في مواجهة التحديات، ومعنى الاستشهاد في التقليدين الأنجليكاني والأرثوذكسي الشرقي. كما بحثوا سبل التعاون في مجالات الخدمة والتنمية والشهادة المشتركة للمسيح في عالمٍ سريع التغيّر تتزايد فيه التحديات الإنسانية والروحية.

دراسات فكرية تعكس عمق التراثين الشرقي والأنجليكاني

قدّم عدد من الأساقفة واللاهوتيين مداخلات فكرية ولاهوتية عكست عمق التراث الكنسي في كلا التقليدين، من بينهم  المطران أبراهام مار استفانوس، مطران الكنيسة الهندية الأرثوذكسية الملنكارية، الذي قدّم ورقة بعنوان:" الاستشهاد كليتورجيا: الشهادة والشركة في التقليدين الليتورجيين السرياني الغربي والقبطي الأرثوذكسي"، وتناول فيها البعد الروحي والليتورجي للشهادة في ضوء الذاكرة الكنسية والتقليد الشرقي.

أجواء أخوّة وصلوات من أجل المتألمين

استضاف الأنبا أنجليوس، أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بريطانيا، إحدى الجلسات الختامية، والتي سادها جوّ من الأخوّة والاحترام المتبادل بين ممثلي الكنائس المشاركة.
كما رفع الحاضرون صلوات من أجل السلام في غزة، ومن أجل الكنيسة والشعب في أرمينيا، مؤكدين تضامن الكنائس مع كل المتألمين، وداعين إلى أن تكون الشهادة المسيحية رسالة رجاءٍ وسلامٍ في عالمٍ يموج بالاضطراب.

تاريخ اللجنة واستمرار نهج التعاون

تُعدّ اللجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة الأنجليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية (AOOIC) إطارًا للتواصل والتشاور بين العائلتين الكنسيتين، تهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل، وتبادل الخبرات الرعوية، وبناء جسور الصداقة والعمل المشترك في القضايا الكنسية والإنسانية المعاصرة، دون الدخول في حوار لاهوتي رسمي.
وكان اللقاء السابق للجنة قد عُقد في أرمينيا عام 2024، فيما استضافت الشركة الأنجليكانية لقاء هذا العام في لندن، ومن المقرر أن تستضيف الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الاجتماع المقبل في أكتوبر 2026، استمرارًا لنهج التناوب بين الجانبين.

رسالة سلام وتفاهم كنسي مشترك

ورغم أن البيان الختامي الرسمي لاجتماع لندن لم يُنشر بعد، إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد نجاح اللقاء في تعزيز الثقة المتبادلة وتوطيد أواصر الشركة والعمل المشترك بين الكنائس المشاركة، بما يخدم وحدة الشهادة المسيحية في العالم.

ويُبرز هذا اللقاء روح الشركة والمحبة التي تجمع الكنائس الأنجليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، مؤكدًا أن التعاون في الخدمة والشهادة من أجل الإنسان هو الطريق الحقيقي نحو التفاهم الكنسي.
وفي عالمٍ يموج بالصراعات والتحديات، تؤكد مثل هذه اللقاءات أن الكنيسة، بجميع تقاليدها، مدعوة لأن تكون صوت سلامٍ ورحمة، وحاملة لرجاء القيامة وسط الألم، من خلال عملٍ مشترك يترجم الإيمان إلى خدمة، والمحبة إلى حضورٍ فعّال في حياة الشعوب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق