روى عادل السعيد، ابن خالة الشاب إسلام، ضحية الغدر على يد أصدقائه، والذي عُثر على رفاته بعد ست سنوات من الغياب القسري والبحث المضني، تفاصيل ليلة الجريمة التي وقعت قبل ست سنوات وثلاثة أشهر، وتحديدًا في ليلة وقفة عيد الأضحى المبارك.
وقال “السعيد”، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، إنه في تلك الليلة، اتصل ثلاثة من أصدقاء إسلام به، وطلبوا منه إحضار وجبة عشاء واللحاق بهم في مكان منعزل يُعرف بـ"المقاولَة" بالقرب من مصرف للصرف الصحي، وذهب إسلام على نياته دون أن يدرك أن نية الغدر كانت مبيتة، وكانت بداية الجريمة عبر كذبة مدبرة، حيث قام أحد الجناة ويدعى أحمد بإيهام الجاني الرئيسي ويدعى محمد المتولي بأن إسلام قد تلفظ بكلمات مسيئة في حق عائلته، وأثناء تناول العشاء، واجه محمد إسلام بالادعاء، فنفى إسلام الأمر، وفي لحظة مفاجئة، اعترف الجاني أحمد بأن إسلام لم يقل شيئًا، ما كان يجب أن يوجه الشك نحو أحمد نفسه، لكن النية المبيتة كانت تقتضي الإجهاز على إسلام، وبينما كان إسلام يواجه أحمد ليوضح الحقيقة، باغته الجاني محمد بطعنة غادرة من الخلف، تبعها بأربع طعنات أخرى أدت إلى مقتله على الفور.
وتابع: "وبعد أن ترك الجناة إسلام غارقًا في دمائه، عادوا بعد فترة وقرروا إخفاء الجثة، وقاموا بتقييد جسده ونقله بالدراجة النارية إلى مصرف الصرف الصحي القريب، ولضمان عدم خروج الجثة و انكشاف أمرهم، ربطوا حجر ضخم ببطن إسلام وألقوه في المصرف، مُنهين بذلك الجريمة البشعة، وخلال السنوات الست التالية، عاشت الأسرة في جحيم البحث المستمر في المستشفيات وأقسام الشرطة في محافظات الدلتا بأكملها، بينما كان الجناة يشاركونهم البحث ويتعمدون تشتيت انتباههم وتضليلهم.
وأوضح أن المفارقة المذهلة في هذه القضية هي أن خطة الجناة المحكمة قد انهارت بسبب خلاف مادي بسيط بعد مرور كل هذه السنوات، حيث سافر اثنان من الجناة (أحمد ومحمد) إلى العريش للعمل معاً في مقهى، وبعد فترة من العمل، اختلف الجانيان على مسائل مادية، وفي لحظة غضب، هدّد أحمد محمد بأنه سيفضح أمره ويبلغ عن جريمة قتل إسلام، وهذا التهديد كشف السر بعد طول انتظار، حيث تحركت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، وبفضل جهودها، تم القبض على الجناة واعترفوا بالجريمة كاملة، وقد تم تحويلهم إلى النيابة العامة، التي أمرت بتجديد حبسهم على ذمة التحقيق.










0 تعليق