أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الاثنين، عن ترحيب موسكو باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين أفغانستان وباكستان، مؤكدة أن روسيا ترى في هذه الخطوة تطورًا إيجابيًا يسهم في تخفيف حدة التوترات الحدودية وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
وقالت زاخاروفا، في بيان نقلته وكالة أنباء "تاس" الروسية، إن بلادها تعتبر الاتفاق بين كابول وإسلام آباد "إشارة بنّاءة ومهمة" تؤكد استعداد الجانبين لتسوية الخلافات عبر الحوار، بعيدًا عن استخدام القوة، مضيفة أن موسكو تدعو الطرفين إلى الاستمرار في هذا المسار الدبلوماسي والعمل على بناء الثقة المتبادلة.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن روسيا تشجع البلدين الجارين على توسيع شراكتهما الثنائية في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وضبط الحدود والتعاون الاقتصادي، مشيرة إلى أن "تعزيز العلاقات بين أفغانستان وباكستان سيسهم في استقرار منطقة جنوب ووسط آسيا بأكملها".
وأضافت أن موسكو "تراقب باهتمام التطورات الإيجابية" الأخيرة في العلاقات بين البلدين، ولا سيما الاتفاقات الأمنية التي تهدف إلى الحد من التسلل المسلح ووقف الاشتباكات الحدودية، مؤكدة دعم روسيا لأي جهود من شأنها منع التصعيد العسكري بين كابول وإسلام آباد.
كما شددت زاخاروفا على أن روسيا على استعداد للعب دور "داعم وميسّر للحوار الإقليمي" بين الأطراف المعنية، في إطار تعاونها ضمن آليات مثل منظمة شنغهاي للتعاون، معتبرة أن الحلول السياسية والدبلوماسية وحدها قادرة على تحقيق الأمن المستدام في المنطقة.
وفي السياق ذاته، رحّبت الخارجية الروسية بجهود الوسطاء الإقليميين الذين ساهموا في التوصل إلى الاتفاق، وأشارت إلى أن مثل هذه المبادرات تعكس إدراكًا متزايدًا لدى دول المنطقة بضرورة معالجة القضايا الأمنية بروح من التعاون والمسؤولية المشتركة.
وأكدت المتحدثة الروسية أن موسكو "ترى في استقرار الحدود الأفغانية الباكستانية عنصرًا أساسيًا لضمان أمن آسيا الوسطى"، لافتة إلى أن استمرار التوتر في تلك المنطقة قد ينعكس سلبًا على جهود مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات، التي تمثل تحديات مشتركة لجميع دول المنطقة.
واختتمت زاخاروفا تصريحها بالتأكيد على أن روسيا ستواصل دعمها السياسي والاقتصادي لأفغانستان وباكستان في إطار برامج التعاون الإقليمي، داعية المجتمع الدولي إلى مساعدة البلدين على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وترسيخ مقومات التنمية والسلام الدائم.
0 تعليق