كشفت مصادر من داخل حركة حماس، عن نقاش داخلي موسع حول مستقبل الحركة السياسي في ظل الواقع الجديد الذي فرضته الحرب الإسرائيلية التي استمرت عامين من 2023لـ 2025، مشيرة إلى أن الورقة المطروحة تشير إلى تحولات استراتيجية قد تعيد رسم ملامح الدور السياسي والتنظيمي للحركة داخل فلسطين، وعلى المستوى الإقليمي والدولي.
ويأتي هذا النقاش في سياق متغيرات ميدانية وسياسية عميقة، أبرزها ما يحدث بقطاع غزة بشرياً واقتصادياً وسياسياً، وتغير المزاج الشعبي الذي أصبح يميل إلى إنهاء الحرب والانفتاح على الاستقرار، بالإضافة إلى المسار الدولي الجديد لإعادة هيكلة النظام السياسي في غزة، وانسداد كامل في مشروع المقاومة كأداة حصرية للحكم أو التأثير السياسي.
وتتضمن الورقة المطروحة فكرة تأسيس حزب سياسي جديد للحركة، وهو ما يحمل عدة رسائل استراتيجية، أبرزها: محاولة الفصل بين المسارين السياسي والعسكري، استباقاً لأي اشتراط دولي بإبعاد المكون المسلح عن المشهد السياسي، والسعي للتموضع في الحقل السياسي الفلسطيني كمنافس شرعي، وليس كقوة أمر واقع.
وتدعو الورقة إلى مصالحة شاملة والانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية، بما يعكس إدراك الحركة لحتمية إعادة بناء النظام السياسي على أسس الشراكة، والقبول الضمني بشروط الشرعية الدولية التي تعتبر المنظمة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ورغبة في استعادة ما فقدته الحركة من رصيد سياسي داخلي وخارجي خلال سنوات القطيعة والانقسام.
وتشير الورقة إلى استعداد ضمني لدى بعض دوائر الحركة للخروج من عباءة السلاح، وهو تحول مفصلي، إذ لا يعني بالضرورة التخلي الكامل عن المقاومة، بل إعادة تعريفها كأداة ضغط سياسية وليست وسيلة حكم.
ويُحذر من أن هذا التحول قد يثير اعتراضات داخلية من القواعد الصلبة التي ترى في المقاومة جزءاً من الهوية الأساسية للحركة.
وفي حال تطبيق الورقة، فإن ذلك سيعني تغيّراً جوهرياً في معادلة الحكم داخل غزة، وتحولاً تدريجياً نحو نموذج شراكة مع السلطة أو جهات وطنية أخرى، وإعادة صياغة العلاقة مع المجتمع الدولي، وفتح الباب أمام تطبيع العلاقات مع عدد من الدول، بشرط إثبات جدية الانخراط في العمل السياسي السلمي.
مرحلة تحول سياسي
وقال الدكتور سعيد محمد أبو رحمة، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الحركة تواجه مرحلة تحول سياسي اضطراري، وليس مجرد مراجعة فكرية، بعد عامين من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضاف "أبورحمة"، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن بعض النخب داخل الحركة استغلت تلك اللحظة لإعادة التموضع، ما يجعل الطرح خليطًا من الواقعية السياسية والبحث عن أفق بديل.
وأشار "أبورحمة" إلى أن المداولات الداخلية تتزامن مع مسار دولي جديد لإعادة هيكلة النظام السياسي في غزة، ولذلك تحاول التكيف مع مرحلة سياسية جديدة تتطلب حضورًا في مؤسسات الحكم.
وحول فكرة تأسيس حزب سياسي مدني، قال إن ذلك يعكس نية ظاهرية للفصل بين المسارين السياسي والعسكري، لكنه أشار إلى صعوبة إدارة هذا التحول دون خلق ازدواجية أو انقسام داخلي.
وأضاف أن التحول السياسي في بيئة مشحونة واقعياً صعب عمليًا، إذ أن قاعدة الحركة الشعبية قائمة على شرعية المقاومة، وأي تخلي عن السلاح أو حتى تجميده قد يُفسر كتنازل، مشددًا على ضرورة مرافقة هذا التحول بخطاب تعبوي واستراتيجية بديلة تحمي الإنجازات لتجنب أزمات داخلية.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي قد يكون مستعدًا للتعامل مع الحركة سياسيًا، لكن بشروط صارمة، أبرزها التخلي عن السلاح، الاعتراف بالاحتلال الإسرائيل، والقبول بقرارات الشرعية الدولية بما في ذلك الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدًا أن نجاح هذا التحول يعتمد على خطوات تدريجية وجدية من جانب الحركة، واستعداد القوى الدولية والفلسطينية للتعامل مع هذا التغير كفرصة لا تهديد.
ونوه بأن الحركة تواجه مرحلة تحول سياسي اضطراري، وليس مجرد مراجعة فكرية، بعد عامين من الحرب الإسرائيلية التي استنزفت القدرة العسكرية وأثرت على شرعية حكمها داخليًا وخارجيًا. وأضاف أن بعض النخب داخل الحركة استغلت هذه اللحظة لإعادة التموضع، ما يجعل الطرح خليطًا من الواقعية السياسية والبحث عن أفق بديل بعد استنفاد أدوات الصراع.
وأشار أبو رحمة إلى أن المداولات الداخلية تتزامن مع مسار دولي جديد لإعادة هيكلة النظام السياسي في غزة، مشددًا على أن الحركة تدرك أنها باتت معرضة للتهميش على الصعيد الدولي، ولذلك تحاول التكيف مع مرحلة سياسية جديدة تتطلب حضورًا في مؤسسات الحكم.
حول فكرة تأسيس حزب سياسي مدني، قال "أبورحمة" إن ذلك يعكس نية ظاهرية للفصل بين المسارين السياسي والعسكري، لكنه أشار إلى صعوبة إدارة هذا التحول دون خلق ازدواجية أو انقسام داخلي، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة لحركات إسلامية مشابهة تظهر أن الفصل الكامل ممكن فقط عبر خطوات مؤسسية واضحة، مثل تجريد الحزب من المرجعية العسكرية وتحديد موقف رسمي من العمل المسلح.
وأضاف أن التحول السياسي في بيئة مشحونة واقعياً صعب عمليًا، إذ أن قاعدة الحركة الشعبية قائمة على شرعية المقاومة، وأي تخلٍ عن السلاح أو حتى تجميده قد يُفسر كتنازل، مشددًا على ضرورة مرافقة هذا التحول بخطاب تعبوي واستراتيجية بديلة تحمي الإنجازات لتجنب أزمات داخلية.
وحول جدوى التحول، رأى أبو رحمة أنه يمثل محاولة إنقاذ للحركة بعد التآكل الكبير في حضورها الإقليمي والدولي، موضحًا أن الحرب استنزفت القدرة العسكرية، وأصبحت شرعية الحكم موضع شك، وأن الانتقال للمرحلة السياسية يفتح الباب لاستعادة الشرعية الوطنية والعربية والدولية تدريجيًا.
وأشار أبو رحمة إلى أن المجتمع الدولي قد يكون مستعدًا للتعامل مع الحركة سياسيًا، لكن بشروط صارمة، أبرزها التخلي عن السلاح، الاعتراف بإسرائيل، والقبول بقرارات الشرعية الدولية بما في ذلك الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدًا أن نجاح هذا التحول يعتمد على خطوات تدريجية وجدية من جانب الحركة، واستعداد القوى الدولية والفلسطينية للتعامل مع هذا التغير كفرصة لا تهديد.
وحول إمكانية منافسة حزب سياسي لحركة فتح، قال أبو رحمة إن الحزب لن يكون منافسًا قويًا على المدى القصير، لكنه قد يشكل واقعًا حقيقيًا إذا جاء بجسم تنظيمي جديد وبرنامج سياسي قابل للتطبيق، مشددًا على أن نجاح الحزب مشروط بمصالحة وطنية تسمح له بالمشاركة في النظام السياسي، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كشرط أساسي لدخول المعترك الانتخابي.
وخلص "أبورحمة" إلى أن الورقة المطروحة من داخل حماس تعكس لحظة مراجعة داخلية عميقة وربما اضطرارية، لكنها أيضًا تعبر عن تغيير سياسي بدأ يتكوّن نتيجة ضغوط الواقع، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب الحركة، إما مواكبة المتغيرات أو الاستمرار في الصدام مع الواقع، بثمن سياسي باهظ.









0 تعليق