أكد خبراء فلسطينيون وإسرائيليون أن الغارة الإسرائيلية الجديدة شمال الضفة الغربية، التي استهدفت قرى الخمس ومناطق شمال السامرة، تعكس سياسة إسرائيلية متعمدة لمواصلة الضغط الأمني والاستخباراتي، حتى في ظل هدنات مؤقتة.
وأوضح الخبراء أن الهدف من العمليات المتكررة هو منع أي تمركز لعناصر مسلحة وبناء بنية تحتية قد تُستخدم لاحقًا في هجمات ضد المستوطنات أو الجيش الإسرائيلي، معتبرين أن العملية تعكس استراتيجية ردع استباقية وليست مجرد رد على هجمات محدودة.
كما حذر محللون سياسيون من أن تكرار الغارات يضعف أي اتفاق هدنة ويزيد احتمالات التصعيد، ويخلق بيئة من الاحتقان والغضب الشعبي.
وأكد خبراء حقوقيون أن الإجراءات المصاحبة للغارات، مثل حظر التجول وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية، تؤدي إلى ضغط نفسي واسع على السكان المدنيين.
تفاصيل العملية
وكان أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، عن بدء عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة، بمشاركة وحدات متعددة: لواء الكوماندوز، لواء السامرة، ولواء منشيه، إلى جانب الشاباك وحرس الحدود.
وجاءت العملية بعد "رصد استخباراتي أولي" لمحاولات عناصر مسلحة **التمركز وإنشاء بنية تحتية في المنطقة".
ضربات جوية وعزل المنطقة
شن سلاح الجو ضربات جوية على مواقع محددة بهدف عزل المنطقة وتطويقها، قبل بدء القوات البرية عمليات تفتيش موسعة للمباني واستجواب المشتبه بهم.
وأشار الجيش إلى مصادرة كاميرا مراقبة وأموال مزعومة لعناصر إرهابية، دون تفاصيل إضافية عن حجم الأموال أو نوعية المعدات المضبوطة.
تكرار الغارات رغم الهدنة
تأتي هذه الغارة في سياق تصاعد النشاط العسكري الإسرائيلي شمال الضفة الغربية رغم إعلان عدة هدنات متقطعة خلال الأشهر الماضية.
وتشير التحليلات إلى أن العمليات المتكررة تعكس تحولًا في أسلوب الجيش الإسرائيلي من حملات محدودة إلى عمليات واسعة تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة.
ردود فلسطينية
أبدت جهات فلسطينية محلية قلقها من تصاعد حدة التوتر العسكري، محذرة من أن استمرار هذه العمليات قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات شعبية في شمال الضفة.
ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي على استهداف "عناصر إرهابية محددين"، يرى السكان المحليون أن هذه الغارات تمثل ضغطًا نفسيًا ووسعًا للسيطرة العسكرية الإسرائيلية.
عمليات عسكرية متفرقة
منذ بداية العام، شهدت مناطق شمال الضفة عدة عمليات عسكرية متفرقة تشمل مداهمات جوية وبرية واستهداف "بنى تحتية" مزعومة لعناصر مسلحة، ما جعل الوضع الأمني في المنطقة متقلبًا ومتوترًا باستمرار.

















0 تعليق