يمر الكثير من الأطفال بفترة يكونون فيها انتقائيين في اختيار الطعام، فيرفضون أنواعًا معينة أو يقتصرون على تناول مجموعة محدودة من الأطعمة، ورغم أن هذه المرحلة قد تُثير قلق الأهل، فإنها غالبًا جزء طبيعي من تطور الطفل ورغبته في الشعور بالاستقلالية والتحكم في اختياراته اليومية، التعامل الهادئ والواعي مع هذه السلوكيات يمكن أن يحول الأمر إلى فرصة لبناء عادات غذائية صحية تستمر مع الطفل لسنوات.
أسباب الانتقائية في الطعام
ترتبط انتقائية الطفل بعدة عوامل، قد يكون من بينها الحساسية تجاه النكهات أو القوام المختلف للأطعمة، وتجارب سابقة غير مريحة مع مذاقات جديدة، أو شعور الطفل بالضغط أثناء الوجبات، كما يلجأ بعض الأطفال لاستخدام الطعام كوسيلة للتعبير عن رغبتهم في الاستقلال واتخاذ القرار، بينما قد ترتبط الانتقائية الشديدة لدى بعض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بحساسية حسيّة أو اضطرابات أخرى مثل التوحد.
مؤشرات تستدعي الانتباه
معظم الأطفال يتجاوزون هذه المرحلة بشكل طبيعي، لكن يجب متابعة الطفل إذا لاحظ الأهل فقدانًا ملحوظًا في الوزن، أو بطئًا في النمو، أو استمرار رفضه لعدد كبير من الأطعمة الأساسية، أو مقاومته الشديدة لأي محاولة للتجربة.
استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الطفل الانتقائي
تقديم الطعام بأسلوب مرح وجذاب، مثل تقسيمه إلى قطع صغيرة أو تشكيله بأشكال محبّبة للطفل.
تجنب الضغط والإجبار، لأن فرض الطعام بالقوة يؤدي غالبًا لنتائج عكسية.
تقديم أصناف جديدة بجانب أطعمة مألوفة، دون إجبار الطفل على التذوق الفوري.
إشراك الطفل في خطوات بسيطة من التحضير، مثل غسل الخضروات أو ترتيب المائدة، مما يعزز فضوله ورغبته في التجربة.
التحلي بالصبر وتكرار تقديم الطعام الجديد عدة مرات، فقبول النكهات يحتاج إلى وقت.
تقديم قدوة إيجابية، فمشاهدة الأهل يتناولون أطعمة متنوعة تشجع الطفل على التقليد.
متى يجب استشارة مختص؟
إذا لاحظ الأهل علامات نقص غذائي أو اضطراب في النمو، أو كان رفض الطعام شديدًا لدرجة تؤثر على صحة الطفل، فمن المهم زيارة طبيب أطفال أو أخصائي تغذية لتقييم الحالة ووضع خطة ملائمة.













0 تعليق