سجل سعر الجنيه الذهب في مصر ارتفاع جديد في أسعاره وشهد السوق المصرية خلال الفترة الأخيرة استمرارًا لافتًا في الطلب على الجنيه الذهب بوصفه أحد أشهر أدوات الادخار وأكثرها أمانًا لدى شريحة واسعة من المواطنين.
سعر الجنيه الذهب
وحافظ الجنيه الذهب اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025 على ارتفاعه عند مستوى 44,560 جنيهًا، مدعومًا بتثبيت سعر جرام الذهب عيار 21—الأكثر مبيعًا—عند 5,575 جنيهًا مع بداية التداولات الصباحية.
ورغم ثبات الأسعار النسبي، فإن الإقبال على شراء الجنيه الذهب لم يتراجع، بل سجل نموًا ملحوظًا خلال الأسابيع الماضية، وفق ما تشير إليه حركة البيع والشراء في السوق. ويرى تجار الذهب أن المستهلك المصري بات أكثر ميلًا إلى اقتناء الجنيه الذهب والسبائك الصغيرة مقارنة بالمشغولات التقليدية، نظرًا لانخفاض مصنعيته وقدرته على الاحتفاظ بالقيمة عند إعادة البيع.
وتتراوح مصنعية الجنيه الذهب بين:
حوالي 250 جنيهًا للجنيهات المصنوعة داخل الورش المحلية،
و400 إلى 430 جنيهًا للجنيهات ذات العلامات التجارية المعروفة.
ويستعيد المشتري جزءًا من المصنعية عند البيع، بشرط الاحتفاظ بالغلاف الأصلي، وهو عامل مهم يعزز مكانة الجنيه الذهب كأداة ادخارية مقارنة بالمجوهرات التي تفقد معظم مصنعتها عند إعادة البيع.
قفزة إنتاجية لافتة… شركات جديدة تدخل السوق وطرح منتجات مبتكرة
من ناحية أخرى، يشهد القطاع الصناعي للذهب تطورًا غير مسبوق خلال العام الجاري، مع دخول شركات جديدة إلى سوق إنتاج الجنيه الذهب، وبدء العمل على خطوط إنتاج ذات طاقة مرتفعة تصل إلى عدة أطنان شهريًا. ويأتي هذا التوسع نتاجًا لحجم الطلب الذي استمر في الارتفاع طوال العام.
ومن بين أحدث المنتجات التي لاقت اهتمامًا واسعًا، طرح أول جنيه ذهب عيار 24 في مصر خلال عام 2025، بوزن يبلغ نحو 8 جرامات، وهو منتج يقدّم بديلاً ادخاريًا جديدًا أعلى نقاءً من الجنيه التقليدي عيار 21، ويستهدف فئة من المشترين تبحث عن أعلى درجات النقاء والاحتفاظ بالقيمة.
صناعة الذهب المصرية… نحو تنافسية أعلى في سوق التصدير
ولا يقتصر أثر هذا التطور على سوق الادخار المحلي، بل يمتد إلى دعم جهود مصر الرامية إلى زيادة صادرات الذهب والمشغولات، التي شهدت خلال العام الحالي قفزات واضحة وفق بيانات الغرف التجارية، ويُتوقع أن يؤدي نمو إنتاج الجنيه الذهب والسبائك إلى:
تعزيز القيمة المضافة لقطاع الذهب،
توفير منتجات ذات جودة أعلى تنافس نظيراتها الإقليمية،
فتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية،
زيادة قدرة المصانع المصرية على دخول سلاسل القيمة العالمية.
ويشير خبراء القطاع إلى أن التحول الكبير في قدرة الإنتاج المحلي يعكس توجهًا عامًا تتبناه الدولة لدعم الصناعات ذات العائد الاقتصادي المرتفع، وتوسيع قاعدة التصنيع المحلي في مجال المعادن الثمينة، خصوصًا مع ازدياد الإقبال على الذهب كأداة تحوط من التضخم عالميًا.
المستهلك في المقدمة… وبدائل ادخارية أكثر تنوعًا
ومع هذا النشاط المتسارع، يجد المستهلك المصري نفسه أمام خيارات ادخارية أكثر تنوعًا مقارنة بالأعوام الماضية، بدءًا من الجنيه الذهب التقليدي، وصولًا إلى الجنيهات ذات العلامات التجارية والجنيهات عيار 24 والسبائك الصغيرة. وهي بدائل تلائم مختلف الشرائح المالية، وتمنح المواطنين فرصة أفضل للحفاظ على مدخراتهم وسط المتغيرات الاقتصادية.
استمرار الطلب
ورغم استقرار الأسعار اليوم، يتوقع متخصصون أن يحافظ الجنيه الذهب على شهرته وطلبه المرتفع خلال المرحلة المقبلة، مدفوعًا بثلاثة عوامل رئيسية:
تقلبات السوق العالمية للذهب.
رغبة المصريين في الادخار الآمن بعيدًا عن المخاطر المرتفعة.
تحسن جودة الصناعة المحلية وطرح منتجات جديدة تلائم احتياجات الادخار.
وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن الجنيه الذهب سيظل أحد الأعمدة الرئيسية لسوق الذهب في مصر، سواء على مستوى الادخار الفردي أو في إطار تعزيز الصناعة الوطنية وقدرتها على المنافسة والتصدير.










0 تعليق