أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، أنها تهدف إلى تطعيم أكثر من 40 ألف طفل ضد أمراض مختلفة في غزة، مستغلةً وقف إطلاق النار الأخير.
ووفقًا لوكالة "فرانس برس" فطعمت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بالفعل أكثر من 10 آلاف طفل دون سن الثالثة في الأيام الثمانية الأولى من المرحلة الأولى من الحملة التي انطلقت في 9 نوفمبر.
وصرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، بأن المرحلة الأولى من البرنامج مددت حتى يوم السبت، ويأمل في حماية الأطفال من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والدفتيريا والكزاز والسعال الديكي والتهاب الكبد الوبائي ب والسل وشلل الأطفال وفيروس الروتا والالتهاب الرئوي.
ومن المقرر تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الحملة، التي تُنفذ بالتعاون مع اليونيسف ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ووزارة الصحة في غزة الخاضعة لسيطرة حماس، في ديسمبر ويناير.
ورغم تفاؤل تيدروس بـ"استمرار وقف إطلاق النار الذي يسمح بتكثيف الخدمات الصحية الأساسية"، إلا أن الهدنة شهدت سلسلة من أعمال العنف والتصعيد في الأراضي الفلسطينية التي أنهكتها حرب مستمرة منذ أكثر من عامين.
غارات إسرائيلية توقع شهداء وتُضعف الهدنة
استشهد 28 فلسطينيًا على الأقل، يوم الأربعاء، في سلسلة غارات شنتها دولة الاحتلال على مناطق واسعة من غزة، في واحدة من أعنف خروقات وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ودخل حيز التنفيذ الشهر الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة إصابة 77 شخصًا في هجمات استهدفت مناطق مدمرة منذ أكثر من عامين.
وقالت مصادر طبية إن الغارات استهدفت ثلاثة مواقع رئيسية، أبرزها منطقة المواصي الساحلية قرب خان يونس، إضافة إلى مفترق طرق مزدحم في الشجاعية شرق غزة حيث تجمعت عائلات نازحة. كما دمرت غارة أخرى مبنى سكنيًا في حي الزيتون، ما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص، بينهم عائلة كاملة مكوّنة من أب وأم وأطفالهم الثلاثة.
ووفق شهادة محمود، أحد سكان غزة: "يعيش الفلسطينيون أهوالًا يومية رغم وقف إطلاق النار لم يتوقف القصف، لا تزال الحرب مستمرة، ولا يزال الفلسطينيون يموتون."
وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الغارات جاءت "ردًا على هجوم تعرضت له قواته في خان يونس"، لافتًا إلى أنه "سيواصل التحرك للقضاء على أي تهديد".
بينما وصفت حماس هذا التبرير بأنه "محاولة واهية لتسويغ الجرائم وتصعيد الهجمات واستئناف الإبادة الجماعية".
تصعيد موازي في لبنان وخطة ترامب أمام اختبار الواقع
تزامنت الغارات في غزة مع هجمات إسرائيلية على لبنان، وسط توتر متزايد منذ قصف مخيم للاجئين الفلسطينيين جنوب البلاد أدى إلى مقتل أكثر من 12 شخصًا قبل يوم واحد فقط.
ويأتي هذا التصعيد بعد ثلاث أيام من موافقة مجلس الأمن على خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تتضمن نشر قوة دولية وتشكيل "مجلس سلام" لإدارة غزة.
وقد رفضت حماس وفصائل فلسطينية أخرى هذه الخطة، معتبرة أنها "تسعى لتهميش الحقوق الوطنية الفلسطينية".
وحذرت منظمة "الحق" الحقوقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من دعم الخطة، مؤكدة أنها "تهدد حق الفلسطينيين في تقرير المصير".
من جانبه، قال خالد الجندي من معهد كوينسي إن الضربات الإسرائيلية "تختبر مصداقية وقف إطلاق النار وقابليته للتنفيذ"، مضيفًا:"إذا لم تتحرك الولايات المتحدة، ستستمر حرب تخاض تحت غطاء وقف إطلاق النار."
ووفق توثيق حقوقي، فقد انتهكت دولة الاحتلال وقف إطلاق النار 393 مرة منذ 10 أكتوبر.















0 تعليق