في يومهم العالمي... كيف نحتفل بالأطفال بينما حقوقهم مسلوبة؟

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عندما يدور الحديث عن الأطفال، يجب أن تكون التعابير جميلة ومليئة بالإيجابية، إكراماً لبراءة صغار يغمرون حياتنا فرحاً. إلا أنه في عالم بات مغطى بالقسوة والسوداوية، يأتي "يوم الطفل العالمي" كتذكير سنوي بحقوقٍ أساسية للأطفال يجب ألا تتم المساومة عليها مهما حصل.

 

يعيش أطفال لبنان تحت وطأة أزمات مركّبة لم يختاروها. آلاف العائلات تكافح لتأمين الغذاء والدواء، فيما اضطر الكثير من الأطفال إلى ترك مقاعد الدراسة والانخراط في سوق العمل في عمر مبكر. هذا إلى جانب الضغوط النفسية الناتجة عن عدم الاستقرار وفقدان الأمان، ما يجعل الطفل اللبناني في وضع يتطلب تدخلاً عاجلاً لحمايته وضمان حقوقه الأساسية.

 

ورغم كل هذا، لا يزال الطفل في لبنان مثالاً على الصمود والقدرة على التكيف، إذ يواصل الكثيرون النجاح والتألق رغم الظروف الصعبة، وكأنّ الأمل هو السلاح الأخير الذي يتمسكون به.

 

أما في العالم العربي، فالصورة لا تختلف كثيراً. ملايين الأطفال يعيشون في مناطق نزاع تدفعهم إلى النزوح وفقدان التعليم والرعاية الصحية. وفي دول أخرى، يفرض الفقر والحرمان قيوداً ثقيلة على حق الطفل في النمو السليم، بينما تواجه الفتيات بشكل خاص أشكالاً إضافية من التمييز تحدّ من فرصهن وتعوق مشاركتهن الكاملة في المجتمع.

 

ففي هذا اليوم، الاحتفال بيوم الطفل العالمي ليس مجرد فعل رمزي، بل هو دعوة للمجتمعات والحكومات لإعادة النظر في سياساتها والتزاماتها تجاه الأجيال الصغيرة. وهو أيضاً مناسبة لإعادة التأكيد على أن حماية حقوق الأطفال ليست ترفاً، بل ضرورة لبناء مستقبل مستقر. فطفل اليوم، هو مواطن الغد الذي عليه أن يتحمل مسؤولية وطنه وأن يكون قادراً على الإسهام في تقدّمه وازدهاره.

 

من هنا، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن تحويل هذه المناسبة إلى خطوة حقيقية؟ يبدأ ذلك بإرادة سياسية لتطبيق القوانين التي تحمي الأطفال، وبخطط لإعادة بناء قطاع التعليم، وتوفير شبكات أمان اجتماعي تحمي العائلات من الفقر، ومكافحة عمل الأطفال، وتأمين خدمات الصحة والدعم النفسي. كما يجب منح الفتيات الحق الكامل في التعليم والتمكين، لأن مستقبل أي مجتمع لا يمكن أن يكون كاملاً نصفه الآخر مهمّش.

 

في النهاية، يذكّرنا يوم الطفل العالمي بأن أطفال لبنان والعالم العربي يستحقون طفولة تليق بأحلامهم لا بحدود أزماتهم. فالاستثمار فيهم هو الاستثمار الأكثر جدوى لبناء مستقبل أفضل وأكثر عدلاً، حيث لا تُحرم أي طفلة أو طفل من حقه الأساسي في أن يكون طفلاً سعيداً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق