"أبو كرش": تحركات مصرية حاسمة لترميم المشهد الفلسطيني وضمان وحدة الصف (خاص)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور خليل أبو كرش، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن استقلالية السياسة الأمنية والتوجه السياسي لإسرائيل عن الولايات المتحدة، تأتي في الأساس موجهة إلى الداخل الإسرائيلي، وتحديدًا إلى الجمهور اليميني والتيار المتطرف الذي يضغط على بنيامين نتنياهو وحكومته للمضي أكثر نحو مفاهيم «النصر المطلق» و«العودة إلى القتال» و«الضم والتوسع في الضفة الغربية».

وأوضح فى تصريحات خاصة لـ"الدستور " أن الضغوط الأمريكية الأخيرة على نتنياهو من قبل مسؤولين في واشنطن أظهرت الحكومة الإسرائيلية وكأنها «جمهورية موز»، تتخذ قرارات ثم تتراجع عنها التزامًا بما تمليه الولايات المتحدة، ما فسر أحيانًا بأنه يتعارض مع ما تعتبره إسرائيل "مصالحها".

وأشار إلى أن هذه التصريحات تهدف إلى تحقيق نوع من التوازن في العلاقة مع واشنطن، وإظهار قدر من الاستقلالية أمام الداخل الإسرائيلي.

وأضاف أن نتنياهو، بصفته أطول رؤساء الحكومات بقاءً في تاريخ إسرائيل، لطالما تباهى بقدرته على إدارة العلاقة مع الولايات المتحدة وتحقيق توازن في المصالح بين البلدين، مؤكدًا في الوقت نفسه أن أي خلافات قائمة إنما هي مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، وليس مع الدولة أو مؤسساتها، نظرًا لتشابك وعمق العلاقات والمصالح بين الطرفين على المستويات العسكرية والسياسية والدبلوماسية.

وتابع خبير الشؤون الإسرائيلية أن الولايات المتحدة لعبت دورًا محوريًا في دعم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، سواء عبر المظلات العسكرية أو الدعم السياسي في المحافل الدولية، ومن ذلك منع صدور قرارات من مجلس الأمن تدين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأشار إلى أن اقتراب الانتخابات في إسرائيل يدفع نتنياهو إلى توظيف هذه الملفات في سياقات انتخابية داخلية.


وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، أوضح «أبو كرش» أن واشنطن هى «من تمسك بالمقود» وتحدد جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يعكس خشيتها من أن ينقلب نتنياهو على التفاهمات القائمة أو يعطلها بدافع حساباته السياسية والشخصية، وكذلك حسابات شركائه في الائتلاف الحاكم. 

وأشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين باتوا يحضرون إلى إسرائيل، ويشاركون في اجتماعات «الكابينت»، ويلتقون بضباط المؤسسة العسكرية لمتابعة التفاصيل الدقيقة، وهو ما سبب حرجًا للحكومة أمام جمهورها وشركائها السياسيين.

وعن الدور المصري، أشاد الدكتور خليل أبو كرش بالجهود التي تبذلها القاهرة في ترميم المشهد في قطاع غزة، مؤكدًا أنها جهود «عظيمة ومهمة»، مشيرًا إلى أن مصر نجحت تاريخيًا في التصدي لمخطط التهجير، الذي تم إفشاله ولم يعد قائمًا في الوقت الراهن.

وأوضح أن القاهرة تعمل بالتعاون مع الشرعية الفلسطينية، ممثلة في السلطة الوطنية ومنظمة التحرير، لضمان التوصل إلى اتفاق يحفظ أرواح المدنيين الفلسطينيين، ويؤمن إدخال المساعدات وفتح المعابر وإعادة الإعمار، كما دعا إلى استثمار الزخم الدولي الذي نتج عن مؤتمر شرم الشيخ للدفع نحو إنهاء الحرب ومنع العودة إلى القتال، مع انسحاب إسرائيل مما تبقى من قطاع غزة.

وشدد على أن القاهرة تلعب دورًا محوريًا في صياغة الحالة الفلسطينية الداخلية، وفي دعم وحدة الموقف الفلسطيني تحت مظلة الشرعية الوطنية، مشددًا على أن مصر تثبت في كل مرة أنها تبذل جهدًا صادقًا وعميقًا لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق