أكد المحلل السياسي الفلسطيني أحمد زكارنة أن اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة الأسبوع الماضي يمثل اجتماع الضرورة الوطنية، وليس مجرد لقاء فصائلي أو حزبي، مشيرًا إلى أنه جاء في توقيت حرج تتطلبه مصلحة الشعب الفلسطيني، ويهدف إلى تحقيق الوحدة والعمل المشترك.
واعتبر زكارنة أن هذا الاجتماع يعد خطوة مهمة للغاية في مسار الانتصار للقضية الفلسطينية وتحصين الموقف الوطني.
مصر الراعي الأول للقضية الفلسطينية
وأوضح في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن الدور المصري في رعاية هذا الاجتماع ليس جديدًا، فمصر كانت وما زالت وستظل الراعي الأول والداعم الثابت للقضية الفلسطينية، انطلاقًا من دورها التاريخي والجغرافي والسياسي، الذي طالما جسد التزامها الثابت تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.
وأشار إلى أن القاهرة تواصل تقديم الأفكار والمقترحات والرؤى التي تسهم في دفع الجهود الفلسطينية نحو الوحدة، مؤكدًا أن هذا الموقف المصري الراسخ ليس مستغربًا، بل يعكس طبيعة الدور الذي تؤديه مصر منذ عقود.
وفيما يتعلق بنتائج الاجتماع، قال “زكارنة” إن البيان الصادر عنه جاء مشجعًا، ويمثل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية، مضيفًا أن المرحلة المقبلة تتطلب اختبار الجدية في التنفيذ ومدى توفر النوايا الحسنة لدى جميع الأطراف.
ورجح أن تتجه الفصائل الفلسطينية إلى التعامل الإيجابي مع مخرجات الاجتماع نظرًا للحاجة الوطنية الملحّة لذلك، ولأن الموقف العربي والدولي الداعم يتطلب ترجمة عملية لهذا التوافق.
وأشار إلى أن الحراك الدبلوماسي العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، إلى جانب أطراف إقليمية أخرى، يشكل فرصة مهمة لتعزيز الموقف الفلسطيني، ويستوجب الالتزام بتنفيذ مخرجات القاهرة بدقة، خاصة في ظل حساسية وتعقيد المرحلة الحالية.
وشدد على أن جوهر الأمر يتمثل في توافق الفلسطينيين ليس فقط من أجل إنهاء الحرب، بل من أجل إعادة ترتيب البيت الداخلي وبناء مستقبل مشترك، مستفيدين من الزخم الدبلوماسي الذي شهدته الساحة الدولية مؤخرًا على صعيد الاعترافات المتزايدة بالدولة الفلسطينية.
ولفت إلى أن الموقف العربي هذه المرة يتسم بجدية وفاعلية حقيقية تعكس إدراكًا جماعيًا لضرورة التحرك المنسق لدعم الحقوق الفلسطينية.
واختتم المحلل الفلسطيني تصريحه بالتأكيد على أن التوقعات تشير إلى أن الاتفاق الذي تم في القاهرة قد يكون بوابة لمرحلة جديدة في الحياة السياسية الفلسطينية، تُطوى فيها صفحة الانقسام بشكل نهائي، وتتوحّد الكلمة والموقف الفلسطيني لبناء مستقبل الدولة المستقلة، معتبرًا أن تحقيق حل الدولتين أصبح قريب المنال، ويتوقف بالدرجة الأولى على الإرادة الفلسطينية، ثم على استمرار الدعم العربي الجاد لهذا المسار.













0 تعليق