ربطت الحكومة الباكستانية استمرار الهدنة الهشة مع أفغانستان بخطوة محددة اعتبرتها أساسية لضمان الأمن الإقليمي، إذ طالبت حركة طالبان الأفغانية بوقف دعمها المزعوم لعناصر طالبان باكستان (TTP) التي تنفذ عمليات مسلحة داخل الأراضي الباكستانية، محذّرة من أن عدم التزام كابول بذلك سيقوّض جهود التهدئة القائمة بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية في مؤتمر صحفي بإسلام آباد إن بلاده “قدّمت شكاوى متكررة إلى السلطات الأفغانية بشأن وجود معسكرات لتدريب المسلحين” داخل الأراضي الأفغانية، مؤكدًا أن الهدنة الحالية لن تستمر إذا لم تتخذ كابول إجراءات واضحة لتفكيك هذه الشبكات. وأضاف: “نريد علاقات حسن جوار مع أفغانستان، لكن حماية أرواح مواطنينا تأتي أولًا”.
من جانبها، نفت طالبان الأفغانية تقديم أي دعم مباشر أو لوجستي لحركة طالبان باكستان، مؤكدة أنها “لا تسمح باستخدام أراضي أفغانستان ضد أي دولة”، داعية إسلام آباد إلى حل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية.
ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من الهجمات الحدودية التي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الباكستانيين خلال الأسابيع الماضية، ما دفع الجيش الباكستاني إلى تنفيذ عمليات محدودة داخل المناطق القبلية القريبة من الحدود مع أفغانستان، استهدفت عناصر يشتبه بانتمائهم إلى طالبان باكستان.
ويرى مراقبون أن الخلاف بين طالبان باكستان وطالبان الأفغانية يضع كابول في موقف حرج، إذ تحاول الحركة الممسكة بالسلطة في أفغانستان منذ عام 2021 الموازنة بين تعهداتها الأمنية أمام المجتمع الدولي وبين الحفاظ على علاقاتها الأيديولوجية مع الفصائل المسلحة داخل باكستان.
ويحذّر محللون من أن انهيار الهدنة قد يؤدي إلى موجة جديدة من العنف على الحدود المشتركة الممتدة لأكثر من 2600 كيلومتر، ما قد يهدد الاستقرار في جنوب آسيا ويعقّد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، ووقف دعم طالبان الباكستانية
0 تعليق