أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن أكثر من 900 مريض استشهدوا أثناء انتظار الحصول على العلاج اللازم في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع سفر الحالات الحرجة للعلاج في الخارج، محذّرة من أن القطاع الصحي يواجه انهيارًا شاملًا وغير قابل للاستمرار.
وقال المتحدث باسم الوزارة خليل الدقران في بيان رسمي اليوم الإثنين، إن الوضع الصحي في غزة "بلغ مرحلة الكارثة الإنسانية"، مشيرًا إلى أن المستشفيات تعمل فوق طاقتها القصوى وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، خاصة المصابين بأمراض السرطان والقلب والكلى.
وأوضح الدقران أن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة ومنع إدخال الإمدادات الطبية والوقود، أدى إلى توقف جزئي أو كلي في العديد من المستشفيات، لافتًا إلى أن عددًا من المرضى توفوا خلال الأيام الماضية نتيجة انقطاع الكهرباء عن وحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي.
وأضاف أن الوزارة وجهت نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للمطالبة بـ"تحرك فوري وفعّال" لإجلاء الجرحى والمصابين من قطاع غزة لتلقي العلاج في الخارج، محذرًا من أن كل ساعة تأخير تعني فقدان المزيد من الأرواح.
وبيّن أن المستشفيات في القطاع، وعلى رأسها مجمع الشفاء الطبي ومستشفى ناصر ومستشفى الأندونيسي، تعمل بأقل من 20% من طاقتها الفعلية، وتعاني من نقص شديد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، مشيرًا إلى أن انقطاع الكهرباء المتكرر يهدد بتوقف أقسام العمليات والعناية المركزة وغرف الولادة.
وأكد المتحدث باسم الصحة أن عدد الجرحى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل خارج قطاع غزة تجاوز 6 آلاف حالة، معظمهم من الأطفال والنساء والمصابين بجروح بالغة، في حين لا تزال المعابر مغلقة أمام المرضى منذ أشهر، مطالبًا بفتحها فورًا دون شروط لتفادي "كارثة إنسانية غير مسبوقة".
وأشار إلى أن الكوادر الطبية تعمل في ظروف قاسية للغاية، حيث يواصل الأطباء والممرضون مهامهم رغم نقص الرواتب والإمدادات الطبية، مبينًا أن الوزارة تتلقى يوميًا عشرات النداءات من أسر المرضى الذين ينتظرون العلاج في الخارج دون جدوى.
ودعا الدقران المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه الوضع في غزة، مؤكدًا أن استمرار الصمت العالمي إزاء معاناة المرضى يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، وأن "الوقت ينفد لإنقاذ من تبقى من الجرحى والمرضى الذين يتعرضون للموت البطيء".
يُشار إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية كانت قد حذّرت في تقارير سابقة من أن أكثر من 70% من المعدات الطبية في غزة خارج الخدمة بسبب الحصار ونقص قطع الغيار، في وقت تتزايد فيه أعداد الجرحى والمصابين نتيجة العدوان المستمر على القطاع.
0 تعليق