أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الاثنين، أن موسكو تعتبر أي خطوة لتزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" الأمريكية طويلة المدى أمرًا غير مقبول تمامًا، مشددة على أن هذه الخطوة تتناقض مع الخطاب الغربي الداعي إلى السلام وإنهاء النزاع.
وقالت زاخاروفا، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "تاس" الروسية، إن موسكو "أوضحت بشكل قاطع وشامل" موقفها الرافض لمثل هذه التحركات التي تُعد – بحسب وصفها – تصعيدًا خطيرًا في الحرب الأوكرانية، وتُظهر "ازدواجية المعايير الغربية التي تتحدث عن السلام بينما تواصل إمداد كييف بأسلحة هجومية متطورة".
وأضافت المتحدثة أن إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى من طراز "توماهوك" سيُشكل "تدخلًا مباشرًا" في الصراع من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، وسيدفع موسكو إلى اتخاذ إجراءات ردع مناسبة لضمان أمنها القومي. وأكدت أن مثل هذه الصواريخ قادرة على استهداف عمق الأراضي الروسية، وهو ما تعتبره موسكو تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء.
وتابعت زاخاروفا قائلة: "الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يواصلان خوض حرب بالوكالة ضد روسيا على الأراضي الأوكرانية، مستخدمين كييف كأداة لتحقيق أهدافهم الجيوسياسية"، مضيفة أن هذه السياسات "تنسف أي فرصة حقيقية للتسوية السياسية للأزمة".
وأشارت إلى أن موسكو تراقب عن كثب التحركات الغربية الأخيرة، بما في ذلك مناقشات في بعض العواصم الأوروبية حول تزويد أوكرانيا بأنظمة تسليح متقدمة، معتبرة أن ذلك "لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة الشعب الأوكراني".
وفي السياق ذاته، حذّرت وزارة الخارجية الروسية من أن الاستمرار في ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا قد يؤدي إلى عواقب جيوسياسية خطيرة، مؤكدة أن روسيا ستستخدم كل الوسائل القانونية والدبلوماسية والعسكرية لضمان أمن أراضيها ومواطنيها.
وكانت تقارير إعلامية غربية قد أشارت في وقت سابق إلى أن بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو، بدعم أمريكي، تبحث إمكانية تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" القادرة على ضرب أهداف على مسافة تتجاوز 1500 كيلومتر، في إطار تعزيز قدرات أوكرانيا على تنفيذ ضربات بعيدة المدى ضد القوات الروسية.
من جانبها، اعتبرت موسكو أن هذه المناقشات "تؤكد الطابع العدواني للسياسات الغربية تجاه روسيا"، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على واشنطن والعواصم الأوروبية لوقف ما وصفته بـ"التصعيد الممنهج" ضد روسيا، والعودة إلى مسار المفاوضات السلمية وفق مبادئ الأمن الجماعي.
0 تعليق