سيدتي، منهار أنا لما ألت إليه حياتي، فقد توقفت عقارب الساعة بالنسبة إلي وذهب عمري بمجرد أن إفترق والداي ووثقا عقد طلاقهما. لقد هويت منكسرا كورقة ذابلة في خريف مر.أريد منك ردا يثلج صدري ويعيد إلي القليل من معنوياتي فأنا في ربيع عمر باهت الالوان.
لم يفكرا سوى في أنهما لا يصلحان لبعضهما بعضا، ولم يخمنا في مصيري حيث أن كل واحد منهما أوكل مهمة رعايتي لأمه(جدتي لأمي وجدتي لأبي)، لقد قتلا أحلامي وطوقا قلبي بحبال الحسرة والأسى. دفعا بي للتفكير في مقتهما والتملص من كل ما يربطني بهما، تزوج كل واحد منهما بشريك جديد ينعم الأن معه بالسعادة، في حين لم يفكر أحد منهما بدموعي التي تنهمر كلما رأيت طفلا يعانق والديه . ليتهما ماتا ومات معهما كل شوق، ليتهما لم يرتبطا أصلا حتى يذبحاني بهذه الطريقة. طلاق والداي أهلكني.
أخوكم ن.رياض من الوسط الجزائري.
الرد:
من الصعب أن يحيا فلذات أكبادنا مغبات الطلاق وعواقبه، خاصة إن كانوا في سنّ يكفل لهم التمييز بين الصالح والطالح، حيث يخال للواحد منهم أن والديه تصرفا بكلّ أنانية مؤثرا سعادته على سعادة إبنه. هي الحياة التي تجبرنا على تجرع العديد من المواقف التي لا تعجبنا فنخرّ أمامها مجبرين لا مخيرين.
أتفهم ما تعانيه وما تحس به بني، إلا أنني لا أمتلك سوى أن أنصحك بضرورة التماسك والمثابرة في الحياة من أجل النجاح وتحقيق احلامك، ولتدرك أنه ومهما كان فقبل أن يختار والديك الطلاق، فنصيبك كان منذ البدء أن تحيا من دونهما حتى وهما على قيد الحياة. قدرك أن تخطو خطاك نحو الرقيّ والعلى من دون أن تستند على أحد، والله وحده هو من سيكون معك ويسدّل خطاك نحو غد أفضل تكون فيه أسرة وتنجب فيه أولادا وتحسّ بمعنى الأبوة والمسؤولية ، وتأكّد من أنك ستكون أبا ناجحا فالحا وبإذن الله ستكون صالحا.












0 تعليق