أفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الخميس، بأن  الأمم المتحدة أعادت تصنيف المدن باستخدام معايير جديدة لرصد التحضر السريع، ما أدى إلى تغيير ترتيب أكبر المدن في العالم من حيث عدد السكان. ووفق التقرير، أصبحت جاكرتا المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان عالميًا، متجاوزة طوكيو للمرة الأولى.

معايير جديدة تعيد تشكيل التصنيف العالمي

أظهرت دراسة "آفاق التحضر العالمي 2025" أن عدد سكان العاصمة الإندونيسية جاكرتا بلغ 42 مليون نسمة. وتأتي بعدها دكا البنغلاديشية بـ37 مليون نسمة، فيما تراجعت طوكيو إلى المركز الثالث بـ33 مليون نسمة بعد أن كانت متصدرة في تقييم عام 2018.

وقالت الأمم المتحدة إن التحول في التصنيف جاء نتيجة اعتماد منهجية موحدة لقياس المناطق الحضرية، بدلًا من الاعتماد السابق على تعريفات متباينة بين الدول.

وأكد باتريك جيرلاند، رئيس قسم تقديرات السكان بالأمم المتحدة، أن "المنهجية الجديدة توفر ترسيمًا أكثر قابلية للمقارنة دوليًا، استنادًا إلى معايير سكانية وجغرافية متسقة".

التحضر يتسارع عالميًا منذ منتصف القرن الماضي

وبحسب التقرير، تضاعف عدد سكان المدن أكثر من مرتين منذ عام 1950 حين كان سكان الحضر يمثلون 20% فقط من سكان العالم. أما الآن، فيشكل سكان المدن ما يقرب من نصف سكان الكوكب البالغ عددهم 8.2 مليار نسمة.

وبحلول عام 2050 تتوقع الأمم المتحدة أن يكون ثلثا النمو السكاني العالمي داخل المدن، فيما تتوسع المدن الكبرى التي يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة من ثماني مدن عام 1975 إلى 33 مدينة عام 2025.

وتوجد تسع من أصل عشر مدن الأكثر كثافة سكانية في آسيا، من بينها جاكرتا، دكا، طوكيو، نيودلهي، شنغهاي، القاهرة، ومانيلا.

طوكيو بين الانكماش في المحيط والنمو داخل المدينة

ورغم تراجع تصنيف طوكيو، إلا أن التقرير أوضح أن التغير نتج عن توسعة نطاق القياس، وليس لانخفاض حاد في سكان المدينة نفسها. فعدد سكان منطقة طوكيو الكبر التي تشمل سايتاما وتشيبا وكاناجاوا، بلغ 33 مليون نسمة، بينما يبلغ عدد سكان "مدينة طوكيو الأصلية" وحدها أكثر من 14 مليون نسمة، مقارنة بـ13.2 مليون قبل عشرة أعوام.

وتشير وزارة الشؤون الداخلية اليابانية إلى أن صافي الهجرة تباطأ خلال جائحة "كوفيد-19"، ثم عاد للارتفاع مدفوعًا بتدفق الشباب الباحثين عن فرص عمل ودراسة.