قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، أملي لاريجاني، إن انتخاب زهران ممداني عمدةً لمدينة نيويورك يحمل دلالات سياسية عميقة، تمثل – بحسب وصفه – “رسالة مناهضة للسياسات الحالية للإدارة الأميركية”.
وأضاف لاريجاني، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “مهر” الإيرانية، أن فوز شخصية مسلمة وشيعية “معروفة بمواقفها المناهضة لإسرائيل” في مدينة بحجم نيويورك، يعكس تحولًا واضحًا في الاتجاهات الشعبية داخل المجتمع الأميركي، ويمثل تحديًا ضمنيًا لخطاب العداء الممنهج ضد المسلمين في الغرب.
“رسالة من الشعوب الحرة”.. دعم متزايد للقضية الفلسطينية
وتطرّق لاريجاني إلى ما وصفه بـ“الوعي المتصاعد في الغرب تجاه معاناة الشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أن الدعم الشعبي المتنامي في الولايات المتحدة وأوروبا لقضية فلسطين، يعكس تحولًا إنسانيًا وأخلاقيًا في الرأي العام العالمي.
وقال: “ما نراه اليوم من تضامن الأحرار في العالم مع غزة هو تعبير عن يقظة إنسانية ضد العدوان الإسرائيلي، ورسالة واضحة بأن مشروع التطبيع والتواطؤ الدولي لم يعد قادرًا على إسكات الضمير الحر”.
إيران: المقاومة صامدة وإسرائيل تفقد مكانتها الدولية
وفي سياق متصل، شدد لاريجاني على أن “الحديث عن استسلام جبهة المقاومة مجرد وهم”، مؤكدًا أن إسرائيل “لن تحقق هذا الحلم مطلقًا”.
وأضاف أن “شعوب المقاومة في غزة ولبنان والعراق واليمن دفعت أثمانًا باهظة في الحرب الأخيرة، لكنها رسّخت واقعًا جديدًا في ميزان القوة، وأثبتت أن الكيان الصهيوني لم يعد يمتلك الهيبة ولا الشرعية الأخلاقية أمام العالم”.
وتابع: “اغتيال قادة حزب الله واليمن وحماس ليس انتصارًا، بل دليل ضعف وانكسار أخلاقي للكيان الصهيوني، الذي فقد مكانته كدولة، وأصبح يُنظر إليه كمنظومة ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية”.
تحولات في صورة الولايات المتحدة داخل الشرق الأوسط
واعتبر المراقبون أن تصريحات لاريجاني تعكس تصعيدًا جديدًا في الخطاب الإيراني تجاه واشنطن وتل أبيب، لاسيما مع اعتبار فوز ممداني في نيويورك نقطة رمزية توحي بتغير في المزاج الشعبي الأميركي تجاه المسلمين والقضايا الشرق أوسطية.
ويرى محللون أن إيران تستثمر هذا الحدث لتأكيد روايتها بأن “الوعي العالمي يتحول ضد الصهيونية وضد السياسات الأميركية المنحازة”، وهو خطاب يعزز حضور طهران في جبهة “المقاومة” إعلاميًا وسياسيًا.
ترامب بين التناقضات الداخلية والتحولات الدولية
ويأتي هذا الجدل بعد أيام من لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعمدة المنتخب زهران ممداني في البيت الأبيض، وسط انقسام حاد داخل المجتمع الأميركي.
فترامب، المعروف بمواقفه المتشددة ضد الهجرة والإسلام السياسي، كان قد هدّد في السابق بقطع التمويل الفيدرالي عن نيويورك خلال حملاته، إلا أنه اليوم يجد نفسه أمام واقع سياسي جديد، يتمثل في انتخاب أول مسلم لرئاسة أكبر مدن الولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن ترامب يحاول موازنة صورته في الخارج عبر فتح قنوات رمزية مع قيادات سياسية تمثل التنوع الأميركي، في وقت يشهد فيه الداخل الأميركي استقطابًا غير مسبوق بين التيارات اليمينية والمحافظين الجدد.













0 تعليق