رسائل بيان "حزب الله": داخلية ام خارجية

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
صدر صباح اليوم بيان مفاجئ عن حزب الله تحت عنوان «كتاب مفتوح» موجّه إلى الرؤساء الثلاثة، حمل لغة واضحة وحازمة أعادت وضع ملف السلاح في مركز الاهتمام الوطني. في صلب البيان تأكيد صريح على رفض التفاوض المباشر مع اسرائيل حول سلاح المقاومة، مع إبراز فكرة أن حق المقاومة مشروع ولا يمكن اعتباره سلعة تُفصَل عن الواقع السياسي والأمني.

Advertisement

 

 هذه الصياغة اختزلت رسالة مزدوجة: طمأنة بشأن الحرص على السلم الأهلي، وتحذير من أن أي محاولة لتقييد السلاح أو التفاوض عليه خارج إطار توافقي ستُقابل بردّ فعل عملي.

 

من زاوية داخلية، يبدو أن الهدف الأساسي هو تثبيت موقف الحزب كقوة فاعلة لا يمكن إقصاؤها من أي معادلة وطنية تتناول ملف السلاح والأمن او غيرها من الملفات، وإيصال إشارة واضحة للسلطة السياسية بأن المسارات الأحادية في هذا الملف قد تفتح أبوابًا لصراعات لا يرغب بها أحد.

 

 البيان لم يكتفِ بالخطاب السياسي، بل حدّد خطوطًا حمر مفهومة: أي تجاوز للإطار الذي وضعه "الحزب" قد يكون سببا لإعادة العمليات من أجل تحرير النقاط الخمس المحتلة، ما يُعدّ إنذارًا عمليًا موجهًا إلى الداخل قبل الخارج.

 

أما الرسالة الموجّهة إلى إسرائيل فكانت ضمنية لكنها شديدة الوضوح: لا تنازلات إضافية متاحة في ما يتصل بمسألة التفاوض، وإمكانية العودة إلى الخيار العسكري تبقى ورقة على الطاولة إذا ما اقتضت الحاجة. هذا الموقف يعكس قراءة للحظة استراتيجية يرى فيها الحزب أن التراجع عن معاييره قد يضعف موقفه التفاوضي والميداني، وأن ثمن أي محاولة لتغيير الواقع قد يكون تصعيدًا ميدانيًا.

 

البيان لم يكن مجرد موقف بل محاولة لإعادة رسم قواعد الاشتباك السياسية: التزام ظاهر بالسلم الأهلي في مقابل رفض قاطع لأي مسّ بالقدرة العسكرية للحزب من دون توافق وطني. ما يفهم من بيان الحزب ان أمام السلطة خياران واضحان — إما الانخراط في حوار جدي يراعي هذه المعادلات أو مواجهة احتمال تصعيد يعيد خلط الأوراق الأمنية والسياسية في الداخل وفي خطوط التماس مع اسرائيل.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق