الصين تطور أول سفينة شحن نووية بسعة 14 ألف حاوية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت الصين عن مشروعها الطموح لتطوير سفينة شحن عملاقة قادرة على حمل 14 ألف حاوية شحن في رحلة واحدة، وذلك باستخدام تقنيات نووية مبتكرة تعتمد على الثوريوم، وهو خطوة قد تعيد تشكيل صناعة الشحن البحري العالمي.

مفاعل ملح منصهر: الطاقة الآمنة والمتوفرة

أوضحت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست أن السفينة ستعمل بمفاعل نووي من نوع الملح المنصهر يعتمد على الثوريوم بدلاً من اليورانيوم التقليدي.

يتميز هذا النوع من المفاعلات بكونه أكثر أمانًا، ولا يتطلب أنظمة تبريد ضخمة أو ضغطًا عاليًا، مقارنة بالمفاعلات النووية التقليدية.


كما أن الثوريوم متوافر بكميات كبيرة، مما يجعل اعتماده خطوة استراتيجية نحو نقل الطاقة النووية إلى الاستخدام التجاري.

وتشير التقديرات إلى أن المفاعل سيولد قدرة حرارية تصل إلى 200 ميغاواط، وهي قوة مماثلة للمفاعلات النووية المتقدمة المستخدمة في الغواصات الأمريكية من طراز S6W. 


ويؤكد خبراء الطاقة أن دمج هذه التكنولوجيا في سفينة تجارية يمثل قفزة نوعية في مجال النقل البحري.

حمولة هائلة وفرص اقتصادية

تمتاز السفينة بقدرتها على حمل 14 ألف حاوية في رحلة واحدة، وهو رقم قياسي على مستوى العالم

.
وتشير التحليلات إلى أن تطبيق هذه التكنولوجيا بشكل واسع قد يقلل من تكاليف النقل البحري بشكل كبير، ويزيد من كفاءة سلاسل الإمداد العالمية، مع تقليل الانبعاثات الكربونية مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي.

كما يرى الاقتصاديون أن السفينة النووية قد تعزز موقع الصين في التجارة العالمية، إذ سيكون لديها القدرة على نقل كميات ضخمة من البضائع بسرعة أكبر، ما قد يؤثر على أسواق الشحن واللوجستيات العالمية.

التحديات التقنية والأمنية

على الرغم من الإمكانيات الكبيرة، يواجه المشروع تحديات تقنية وأمنية معقدة. 

فتصميم مفاعل نووي صغير الحجم وموثوق للعمل على متن سفينة تجارية يحتاج إلى أنظمة تحكم دقيقة، وضمانات سلامة عالية لمنع أي حوادث نووية محتملة.

كما أن تشغيل السفينة النووية في المياه الدولية يطرح أسئلة تتعلق بالأمن البحري، وإمكانية مراقبة السفن النووية، والامتثال للمعاهدات الدولية الخاصة بالطاقة النووية والنقل البحري.


إضافة إلى ذلك، فإن تكلفة بناء وصيانة السفينة عالية، ما يجعلها مشروعًا طويل الأمد يحتاج إلى استثمارات ضخمة وإدارة مخاطر دقيقة.

رؤية مستقبلية للطاقة البحرية

يشير محللون إلى أن هذه التجربة قد تفتح الباب أمام عصر جديد من الطاقة النظيفة في النقل البحري، حيث يمكن للمفاعلات النووية الآمنة أن توفر حلاً مستدامًا يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
 

وإذا نجحت الصين في توسيع نطاق هذه التكنولوجيا، فقد يصبح الشحن البحري أسرع وأكثر استدامة، مع خفض الانبعاثات وتطوير تقنيات نووية تجارية قابلة للتطبيق عالميًا.

وفي حال تحقيق هذا الطموح، فإن الصين ستكون في طليعة الدول التي تجمع بين التكنولوجيا النووية والطاقة النظيفة والنقل البحري العملاق، ما قد يعيد رسم خارطة الشحن العالمية في العقود المقبلة، ويشكل نموذجًا جديدًا للطاقة البحرية على مستوى العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق