تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى استشهاد القديس مقاريوس أسقف إدكو، الذي يعد واحدًا من أبرز الشخصيات الروحية في تاريخ الكنيسة، والتي تركت بصمة كبيرة في الدفاع عن الإيمان الأرثوذكسي وثبات العقيدة المسيحية.

وحسب ما ورد في السنكسار الكنسي، كان القديس مقاريوس نموذجًا حيًا من التفاني في خدمة الرب، حيث عاش حياة تقية مليئة بالعبادة والصلاة، وأدى رسالته بكل إخلاص وحب لله ولشعبه. واشتهر بحزمه في الحفاظ على الإيمان القويم ورفضه الانحرافات العقائدية التي حاول البعض نشرها في زمانه.

كان البكاء يتكرر كثيرًا في عظاته، التي كانت مليئة بالتوجيهات الروحية، وكان يعبّر عن حزنه العميق عندما كان يرى خطايا الشعب وأعمالهم الرديئة. ومن أبرز ما ورد في سيرته، رؤيته للسيد المسيح في الهيكل، حيث عرض عليه الملائكة أعمال الشعب، فسمع صوتًا إلهيًا يوبخه: "لماذا تتوانى يا أسقف عن وعظ شعبك؟".

وفي محطات حاسمة من حياته، رفض القديس مقاريوس قبول الأمانة الملكية التي كانت تدعو إلى عقيدة مخالفة للإيمان الأرثوذكسي، فظل ثابتًا على موقفه، متحديًا كل الضغوط والمغريات التي كانت تحيط به. وعندما ثار عليه أعداء الإيمان، تنيح القديس مقاريوس بعد أن تعرض للاعتداء، لينال إكليل الشهادة. وقد دفن في مكان مقدس إلى جانب القديسين يوحنا المعمدان واليشع النبي، مُحققًا بذلك نبؤة كانت قد أُعلنت منذ وقت طويل.

السنكسار 

وبخصوص كتاب السنكسار فهو هو كتاب كنسي يشتمل على سير حياة القديسين والشهداء، ويتضمن أيضًا تفاصيل عن الأحداث الهامة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. يعود أصل كلمة "سنكسار" إلى الكلمة اليونانية (سيناكساريس)، والتي تعني "مجموعة من الأحداث أو اللقاءات".

السنكسار يتضمن سردًا يوميًا لذكرى القديسين والشهداء التي يحتفل بها الكنيسة في كل يوم من أيام السنة، ويشمل أيضًا بعض القصص والآيات من الكتاب المقدس التي ترتبط بتلك الذكريات. وهو يعتبر مرجعًا هامًا في الكنيسة الأرثوذكسية، حيث يتلى بشكل مستمر في الصلوات اليومية والطقوس الدينية.