تشهد أمريكا أزمة إنسانية حقيقية بعد تأخر صرف الإعانات الغذائية التابعة لبرنامج المساعدة الغذائية التكميلية (سناب)، الذي يعتمد عليه أكثر من 42 مليون أمريكي لتأمين احتياجاتهم اليومية من الغذاء.
ومع استمرار الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ البلاد، وجدت آلاف الأسر نفسها في مواجهة مباشرة مع الجوع والحرمان، واضطرت إلى اللجوء لبنوك الطعام والجيران والأقارب في محاولة لتجاوز الأزمة.
خطط تقشف عائلية لمواجهة النقص
في ولاية ماريلاند، اكتشفت داليتيا تشونج من مقاطعة مونتجومري أن الإعانات التي كانت تعتمد عليها لإطعام طفلها ستتأخر هذا الشهر، فسارعت إلى وضع خطة طوارئ مع أفراد أسرتها الكبيرة لتقاسم الوجبات ومنتجات البقالة.
ورغم حصولها على سلة غذائية من بنك الطعام التابع لمنظمة مانا فود سنتر، أكدت تشونج أنها لا تستطيع الاعتماد على هذه المساعدات إلى الأبد، في ظل غياب رؤية واضحة لموعد صرف الدعم الحكومي من جديد.
معاناة تمتد من ماريلاند إلى أوكلاهوما
وفي ولاية أوكلاهوما، قالت أماندا تريستر، البالغة من العمر 47 عاماً، إنها اضطرت إلى تقليص نفقاتها بشكل مؤلم، فلم تسدد سوى نصف تكلفة علاجها الشهري لتتمكن من شراء ما يكفي من الطعام، مشيرة إلى أنها أصبحت تتناول كميات أقل من المعتاد، وتتابع عبر تقويم خاص مواعيد استحقاقها من مخازن الأغذية التي تفرض قيوداً على عدد الزيارات.
وأضافت بأسى: "الأمر فوضوي للغاية الآن، ولا أحد يعلم متى تنتهي هذه المعاناة."
ملايين الأسر بين الفقر والجوع
وتُظهر بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن نحو 80 في المئة من الأسر المستفيدة من برنامج "سناب" تضم أطفالاً أو مسنين أو أشخاصاً يعانون من الإعاقة، مما يجعل تأثير الأزمة أكثر قسوة على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.
ويشترط البرنامج أن يكون دخل المستفيدين أقل من 130 في المئة من مستوى خط الفقر الوطني، أي ما يعادل 1632 دولاراً شهرياً للفرد و2215 دولاراً لأسرة مكونة من شخصين.
مستقبل غامض ومخاوف من اتساع الأزمة
وبينما تعهدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالالتزام بأوامر المحكمة لتقديم مساعدات جزئية هذا الشهر، حذرت من أن وصول الأموال قد يستغرق عدة أسابيع، ما يعني استمرار معاناة ملايين الأسر التي باتت تعتمد على بنوك الطعام بشكل متزايد.
وفي ظل هذه الأوضاع القاسية، يخشى الخبراء من تفاقم أزمة الجوع في بلد يعد من أغنى دول العالم، لكنه اليوم يواجه تحدياً إنسانياً يكشف هشاشة شبكات الأمان الاجتماعي الأمريكية.


















0 تعليق