شهدت جماهير ليفربول واحدة من أكثر الليالي قسوة في السنوات الأخيرة، بعدما تلقى الفريق الإنجليزي هزيمة ثقيلة بثلاثية نظيفة أمام كريستال بالاس، على ملعب "أنفيلد"، لتتواصل سلسلة الانكسارات التي ضربت الريدز مؤخرًا في مختلف البطولات، وسط تساؤلات عن أسباب هذا التراجع المفاجئ وغياب النجم المصري محمد صلاح عن قائمة اللقاء.

 أسباب تراجع ليفربول وفق رؤية أرني سلوت

تحدث المدير الفني الهولندي أرني سلوت في مؤتمر صحفي حاد عقب المباراة، كاشفًا بوضوح عن الأسباب التي يراها وراء سلسلة النتائج المخيبة.
قال سلوت إن الضغط الهائل الذي يعيشه الفريق هو أمر طبيعي عندما تكون جزءًا من نادٍ بحجم ليفربول، لكنه شدد على أن الضغط لا يمكن أن يكون مبررًا للخسائر المتتالية. 

وأوضح أن الفريق مر بفترة مرهقة للغاية على الصعيد البدني، حيث لعب أكثر من مباراة بفواصل زمنية لا تتجاوز يومين فقط، ما أثر على الأداء والتركيز، خصوصًا في ظل السفر المتكرر وخوض بعض المواجهات خارج الديار.

وأضاف سلوت أن الإرهاق الذهني والبدني ضرب العديد من اللاعبين الذين لم يحصلوا على فترة إعداد كافية، خاصة الجدد القادمين من دوريات أخرى. 

وأكد أن الفريق لم يتمكن من استعادة توازنه بعد الخروج من كأس الرابطة الإنجليزية، معتبرًا أن التراكم الزمني وضغط المباريات كانا سببين رئيسيين لتدهور الأداء، لكنّه أصر في الوقت نفسه على أن "غياب الأعذار لا يعني غياب المسؤولية".

غياب محمد صلاح وتغييرات التشكيل المفاجئة

وعن غياب محمد صلاح عن قائمة مواجهة كريستال بالاس، أوضح سلوت أن القرار لم يكن تكتيكيًا بقدر ما كان استراتيجيًا للحفاظ على اللاعبين الأساسيين قبل أسبوع حاسم ينتظر الفريق في الدوري والبطولات الأوروبية.
وأشار إلى أنه اضطر إلى إشراك مجموعة من اللاعبين الشباب ومنح الراحة لنجوم الصف الأول، قائلًا: "حتى مع التشكيل الأساسي كنا نعاني أمام كريستال بالاس، لذلك فضلت إراحة بعض اللاعبين استعدادًا لما هو قادم."

وأكد المدرب الهولندي أن إصابات عدة داخل الفريق أجبرته على إجراء تبديلات إضافية، موضحًا أن رايان جرافينبيرج قد يعود أمام أستون فيلا، بينما تبقى مشاركة كل من إيزاك وجونز محل شك حتى الآن.

 أزمة الثقة وتراجع ترتيب الريدز

بهذه الهزيمة، واصل ليفربول الغرق في دوامة النتائج السلبية، بعدما فشل في تحقيق الفوز خلال أربع مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليتراجع إلى المركز السابع برصيد 15 نقطة فقط.
ويبدو أن الفريق يعاني من أزمة ثقة حقيقية، وسط دعوات جماهيرية لسرعة إصلاح المسار قبل أن تضيع فرص المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية.