في ليلة "جبر الخواطر".. عمرو أديب "شيخ الكار" يحقق أمنية الحاجة نبيلة بذكاء إعلامي ونبل إنساني

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد استوديو برنامج "الحكاية" على شاشة MBC مصر أمس، ليلة تجاوزت حدود الاحتفاء اللحظي بـ"التريند"، لتقدم مشهدًا إعلاميًا وإنسانيًا متكاملًا، بطله الإعلامي عمرو أديب وضيفته الحاجة نبيلة، السيدة التي اكتسبت شهرة واسعة بأدائها العفوي لأغنية "البامية شوكتني".

 لم تكن الحلقة مجرد استضافة عادية لشخصية نالت رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تحولت بفضل إدارة الحوار الاحترافية، إلى لحظة نادرة من جبر الخواطر على الهواء مباشرة، كشفت عن جانب إنساني عميق لمقدم البرنامج.

من ضجيج "السوشيال ميديا" إلى هدوء السؤال الشخصي

بدأ اللقاء في مساره المتوقع؛ احتفاء بالسيدة وبساطتها، وإعادة لأداء الأغنية التي أحبها الجمهور، لكن عمرو أديب، مستخدمًا حساسيته الإعلامية، قرر ألا يتوقف عند حدود الترفيه. 

يدرك أديب أن خلف هذه السيدة التي تغني بتلقائية، تكمن قصة إنسانية تستحق أن تُروى، فانتقل  بذكاء من ضجيج "السوشيال ميديا" إلى هدوء السؤال الشخصي، وهو التحول الذي يميز إعلاميًا متمكنًا عن مجرد مذيع، ليفاجئ أديب ضيفته بسؤال مباشر ودافئ: "بتحلمي بإيه يا حجة؟ نفسك في إيه؟".

الحاجة نبيلة نموذج للرضا المصري الأصيل

كانت إجابة الحاجة نبيلة الأولى نموذجًا للرضا المصري الأصيل، حيث قالت: "الحمد لله، مش نفسي في حاجة، ربنا باسطني والحمد لله".

 كان يمكن للحوار أن ينتهي عند هذا الحد من القناعة، لكن خبرة أديب دفعته للاستمرار، حيث شعر بأن هناك أمنية دفينة لم تُقال بعد، ورغم ذلك لم يضغط عليها، كل ما فعله أنه أعاد السؤال بصيغة مختلفة، ليفتح لها مساحة آمنة للبوح، فجاء الكشف عن الحلم الحقيقي: "نفسي أحج، والله العظيم ده اللي في دماغي، لا عايزة فلوس ولا حاجة، نفسي أحج"، لتلخص تلك الكلمات البسيطة أمنية العمر، بعيدًا عن أي مطامع مادية قد تجلبها الشهرة المفاجئة.

تجلت ذروة الفقرة في استجابة عمرو أديب، والتي لم  تكن مجرد تعاطف عابر، بل كانت قرارًا فوريًا وحاسمًا على الهواء، وهو يحقق أمنيتها بأداء فريضة الحج.

تحول اللقاء من مجرد "سبق" إعلامي إلى "موقف" إنساني

 تصرف مباشر حوّل اللقاء من مجرد "سبق" إعلامي إلى "موقف" إنساني يُحسب له، حيث لم يكن الأمر استعراضًا، بل كان رد فعل طبيعيًا من إعلامي يمتلك منصة قوية، وقرر استخدامها في أسمى صورها، وهو تلبية حاجة إنسانية ملحة وعميقة، ليثبت أن الإعلام يمكن أن يكون أداة بناء وتأثير إيجابي مباشر في حياة الناس.

الحاجة نبيلة تعانق عمرو أديب

أداء عمرو أديب في هذه الحلقة كان نموذجًا للاحترافية الممزوجة بالإنسانية، نجح في إدارة حوار مع ضيفة بسيطة غير معتادة على الأضواء، وجعلها تشعر بأريحية تامة للغناء أولاً، ثم للبوح بحلمها ثانيًا.

 لم يستغل "التريند" لاستهلاكه، وتعامل معه كمدخل لفهم الإنسان خلف الحدث،  كما أظهر قدرة فائقة على الاستماع، وهو ما مكنه من التقاط الإجابة الأولى المترددة، والمثابرة بلطف لكشف الحلم الحقيقي، وهي القدرة على الموازنة بين متطلبات "الشو" التلفزيوني والمسؤولية الإنسانية هي ما منحت الحلقة قيمتها الحقيقية، وجعلت المشاهدين يشيدون بمهنيته وإنسانيته في آن واحد.

"كاريزما" خاصة تمكنه من التنقل بين الجدية المطلقة والسخرية اللاذعة 

يستند هذا الأداء المتميز إلى خلفية مهنية طويلة جعلت من عمرو أديب واحدًا من أهم صانعي برامج "التوك شو" في العالم العربي. تمتد مسيرته لعقود، كان أبرز محطاتها برنامج "القاهرة اليوم" الذي شكّل نمطًا إعلاميًا فريدًا يمزج بين السياسي والاجتماعي والفني بجرأة وسلاسة. 

يتمتع أديب بقدرة استثنائية على إدارة الملفات المعقدة ومحاورة كبار المسؤولين، لكن قوته الحقيقية تكمن أيضًا في قدرته على النزول إلى نبض الشارع وفهم المواطن البسيط.

كما  يمتلك أديب "كاريزما" خاصة تمكنه من التنقل بين الجدية المطلقة والسخرية اللاذعة واللمسة الإنسانية الدافئة، وهو ما يجعله قادرًا على جذب شرائح متنوعة من الجمهور. 

وفي برنامج "الحكاية"، يواصل أديب ترسيخ هذا الأسلوب، حيث يقرأ المشهد العام بذكاء، ولا يتردد في تخصيص مساحة من برنامجه، المعروف بتناوله القضايا الكبرى، للاحتفاء بقصة إنسانية بسيطة مثل قصة الحاجة نبيلة، ليؤكد أن الخبرة الإعلامية تكتمل حين تخدم الإنسان أولاً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق