تشهد قاعة مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية، يوم الجمعة 28 نوفمبر 2025، في السادسة مساءً، حفل توقيع ومناقشة كتاب "مستقبل علم المصريات" للباحثة الدكتورة مونيكا حنا، ومن ترجمة أحمد سمير سنطاوي.
يفتتح الكتاب رحلته من مشهد مألوف في الذاكرة الجمعية: القبور المزينة بالهيروغليفية تُفتح على أيدي المستكشفين الأوروبيين في القرن التاسع عشر، وسط دهشة وعبارة هوارد كارتر الشهيرة: "أشياء رائعة!" عند رؤيته كنوز توت عنخ آمون للمرة الأولى"، لكن مونيكا حنا لا تتوقف عند سحر الصورة، بل تطرح سؤالًا جوهريًا: كيف أصبح علم المصريات حكرًا على الأوروبيين الأثرياء.؟
ومن هذا السؤال تنطلق الكاتبة نحو مستقبل علمي وإنساني جديد، يدعو إلى استعادة الوكالة المصرية في علم نشأ على أرضها، ولكنه طالما رُوي بلسانٍ غريب عنها.

في كتابها، تقدم مونيكا حنا رؤية شاملة ومغايرة لما يجب أن يكون عليه علم المصريات في القرن الحادي والعشرين: "علمٌ لا يقتصر على بريق الفراعنة وأمجاد الملوك، بل يسعى إلى ربط الماضي بالحاضر، واستعادة ما فُقد من تراث مادي ورمزي عبر قرون من الاستعمار والنهب والتأويل الأوروبي الموجّه.
وترى حنا أن مستقبل هذا العلم لن يتحقق إلا إذا تحرر من تاريخه المليء بممارسات النهب والعنصرية والنظرة الأوروبية المركزية، داعيةً إلى مقاربة مصرية حديثة تُعيد تعريف الهوية الثقافية عبر علم الآثار.
تعد الدكتورة مونيكا حنا واحدة من أبرز الباحثات في مجال الآثار والتراث الثقافي في العالم العربي.
تشغل منصب عميدة كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأمريكية في العراق – بغداد، والعميدة بالإنابة لكلية الآثار والتراث الثقافي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري – فرع أسوان.
حصلت على دكتوراه في علم الآثار من جامعة بيزا الإيطالية، وتحمل ماجستيرًا في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية (TEFL)، بالإضافة إلى بكالوريوس في علم المصريات مع تخصص فرعي في الكيمياء الأثرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

قادت “حنا” جهود إنشاء أول برنامج أكاديمي متكامل في الآثار والتراث الثقافي بالأكاديمية العربية، يشمل تخصصات تمتد من الآثار المصرية إلى الحفظ المعماري والتراث المعاصر، وأسست مختبرات بحثية متخصصة في تقنيات التراث الثقافي والكشف عن تزوير الفنون.
كما أسهمت في شراكات أكاديمية مع جامعات عالمية كبرى مثل أوكسفورد، كولون، جنوا، وزايد، ونظمت مدارس صيفية دولية بالتعاون مع هيئة الـ” DAAD” ، وجامعة كولون حول موضوعات التراث الرقمي.
وتعمل إلى جانب مهامها الأكاديمية كمستشارة لمنصة نتفليكس (Netflix) في قضايا تخص التراث والآثار المصرية.
حصلت حنا على عدد من الجوائز المرموقة، أبرزها جائزة الخريجة المتميزة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة (نيويورك – 2015)، وجائزة Beacon من منظمة SAFE – نيويورك، وتكريم من منظمة اليونسكو بباريس، كما تم اختيارها ضمن أكثر 50 سيدة مصرية تأثيرًا عام 2021، تحت رعاية مجلس الوزراء المصري
منذ أحداث عام 2011، لعبت مونيكا حنا دورًا محوريًا في حماية المواقع الأثرية المصرية، حيث أسست مبادرة "قوة مهام التراث المصري" (Egypt’s Heritage Taskforce)، وقادت حملات توعية ميدانية ضد أعمال النهب في مواقع مثل دهشور وأبو صير والمطرية.
كما نسقت جهود إنقاذ مقتنيات متحف ملوي بعد تعرضه للسرقة، وأطلقت حملات إعلامية توعوية من بينها إنتاج فيلم قصير حول قضية التراث المنهوب.













0 تعليق