تعيش إسرائيل بعد 7 أكتوبر واحدة من أكثر مراحلها ظلمة واضطرابا منذ تأسيسها، إذ كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية في تقرير صادم أن الدولة العبرية تمر بحالة "انكشاف تاريخي" غير مسبوقة، تجلت في انهيار الثقة بالمؤسسات الرسمية وتآكل البنية الأخلاقية والاجتماعية للمجتمع الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل بعد 7 أكتوبر فقدت بوصلتها الأخلاقية وتحولت إلى "قطيع متوحش" ينهش نفسه من الداخل، مشيرة إلى أن حادثة اختفاء المدعية العسكرية العامة يفعات تومر يروشالمي، التي تعرضت لحملة تحريض واسعة بعد اتهامها بتسريب فيديو تعذيب أسير فلسطيني، كشفت مدى الانفلات والعدوانية التي تضرب المجتمع الإسرائيلي اليوم.
وأكدت الصحيفة أن الخطاب الإسرائيلي يعيش حالة انفلات خطير، وأن شخصيات عسكرية وأمنية تتعرض لحملات كراهية وتهديدات بالقتل والحرق، في انعكاس مباشر لما أحدثه هجوم طوفان الأقصى من صدمة جماعية لا تزال تضرب المجتمع حتى الآن.
وتربط الصحيفة بين انهيار القيم وانهيار الثقة بالدولة، مشيرة إلى أن نظريات المؤامرة والاتهامات بالخيانة انتشرت على نطاق واسع في الأيام التي تلت طوفان الأقصى، فيما سُجلت حالات انتحار متزايدة بين الجنود والمدنيين بسبب اضطرابات ما بعد الصدمة وفقدان الأمان.
ويرى محللون إسرائيليون أن إسرائيل بعد 7 أكتوبر لم تعد كما كانت، فالهجوم الذي حطم أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر" كشف هشاشة النظام السياسي والأمني، وجعل من القادة شركاء في التحريض بدل أن يكونوا ضامنين للاستقرار. ويصف الكاتب بن كاسبيت الوضع قائلًا: "7 أكتوبر لم يهاجم إسرائيل من الخارج فقط، بل عرّى تآكلها من الداخل"، فيما يعتبر الأكاديمي شلومو بن عامي أن إسرائيل تعيش "ما بعد المشروع الصهيوني الكلاسيكي".
ويخلص التقرير إلى أن إسرائيل بعد 7 أكتوبر تواجه أزمة هوية شاملة تتجسد في الانقسام السياسي، والانهيار الأخلاقي، وتراجع الثقة بالجيش والقيادة، وتحول المجتمع إلى ساحة صراع نفسي داخلي يهدد بتمزق الدولة من الداخل قبل أي خطر خارجي.






0 تعليق