مصر صانعة التاريخ.. تربط الماضي العريق بالحاضر المبدع وتستضيف العالم في بلد الأمن والأمان

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ فجر التاريخ ومصر تكتب فصول المجد الإنسانى بحروف من نور، فهى الأرض التى احتضنت أول حضارة عرفها العالم، وشهدت على قيام أول دولة مركزية فى التاريخ، ومنذ آلاف السنين والمصريون يبنون ويبدعون، يشيّدون المعابد ويصيغون الحروف على جدران الزمن، لتصبح مصر رمزًا للخلود والعراقة. 

واليوم وهى تستعد لاستضافة العالم من بوابة المتحف المصرى الكبير، تثبت للعالم أن الماضى العظيم لا يزال حاضرًا فى وجدانها، وأنها قادرة على وصل خيوط الإبداع من الأجداد إلى الأحفاد، فهنا، على أرض الأمن والأمان، تجتمع الثقافة والتاريخ والفن والسياحة فى مزيج فريد يعكس عبقرية المصريين فى الجمع بين الأصالة والمعاصرة. 

المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى أو مشروع حضارى، بل هو رسالة مفتوحة للعالم بأن مصر — صانعة التاريخ — ما زالت تصنع المستقبل، وتربط الماضى العريق بالحاضر المشرق بكل ما فيه من تطور وتنوّع وإنجازات.

60fd3457ce.jpg
وجه توت عنخ آمون الذهبى اغلى اثر فى العالم 

المتحف المصرى الكبير طفرة عالمية فى الجذب السياحى

 

من جانبه قال أستاذ اقتصاديات السياحة بجامعة جنيف وعضو المجلس العالمى للسياحة، الدكتور سعيد البطوطى، إن افتتاح المتحف المصرى الكبير يمثل نقلة نوعية فى خريطة السياحة العالمية، إذ سيُحدث مردودًا اقتصاديًا هائلًا لمصر،  ويضيف أن التوقعات الأولية تشير إلى استقبال المتحف لما يقرب من عشرة آلاف سائح يوميًا فى بداياته، وهو رقم مرشح للزيادة مع مرور الوقت ومع تنامى الدعاية الدولية للمتحف، ويشير إلى أن الموقع الفريد للمتحف بالقرب من أهرامات الجيزة، وما يحتويه من كنوز أثرية فريدة، سيجعله مركزًا محوريًا على خريطة السياحة الثقافية فى العالم.

 كما يرى البطوطى أن هذا الافتتاح يمثل أيضًا دعمًا مباشرًا لصناعة السياحة المصرية بعد سنوات من التحديات، مؤكداً أن مصر تمتلك مقومات سياحية متكاملة بين الآثار، والبيئة، والشواطئ، والعلاج، ما يجعلها الوجهة الأبرز فى الشرق الأوسط وإفريقيا. فالمتحف المصرى الكبير ليس فقط مشروعًا أثريًا بل استثمار اقتصادى وسياحى ضخم يعيد رسم مستقبل السياحة المصرية بثقة وقوة.

 

المتحف يضم 100 ألف قطعة أثرية تحكى قصة الإنسان المصرى

 

وفى ذات السياق قال أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة الدكتور محمد عبد الرازق،  إن المتحف المصرى الكبير يُعد بمثابة موسوعة حية للحضارة المصرية القديمة، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق لتاريخ يمتد لآلاف السنين،  ويوضح أن المعروضات تتنوع بين تماثيل الملوك والملكات العظام، وأدوات الحياة اليومية التى استخدمها المصريون القدماء، إلى جانب غرفة مراكب الشمس التى تضم سفنًا عمرها أكثر من 4000 عام، وأدوات حجرية تعود إلى 700 ألف عام، تمثل بدايات الإبداع الإنسانى على ضفاف النيل.

  ويضيف أن تصميم المتحف القائم على التكنولوجيا الحديثة يتيح للزائر رحلة زمنية تبدأ من فجر الحضارة حتى العصر الحديث، ليشاهد بنفسه كيف تفاعل الإنسان المصرى مع بيئته وصنع لنفسه مكانة خالدة بين الأمم. 

المتحف بهذا المفهوم ليس مجرد معرض، بل تجربة فكرية وثقافية وإنسانية تُعيد تعريف العلاقة بين المصرى وتاريخه، وتؤكد أن الحضارة المصرية ما زالت تنبض بالحياة وتلهم العالم.

085dfd14b5.jpg
المتحف حائط صد ضد الافتراءات ويجب أن يكون قبلة لطلاب المدارس

المتحف حائط صد ضد الافتراءات ويجب أن يكون قبلة لطلاب المدارس

 

وفى سياق متصل أكد عالم الآثار المصرى العالمى الدكتور بسام الشماع، أن المتحف المصرى الكبير يمثل درعا حضاريا فى وجه كل من يحاول التقليل من شأن الحضارة المصرية أو نسب إنجازاتها إلى غيرها.

وأضاف "الشماع" أن المتحف لا يكتفى بعرض التماثيل والقطع الأثرية، بل يعرض عبقرية المصرى القديم فى النحت والفكر والهندسة.

وأوضح أن العديد من التماثيل تعود إلى أكثر من خمسة آلاف عام، وما تزال تحتفظ بدقتها وجمالها الذى يُبهر الخبراء حول العالم. 

ويضيف أن من المهم أن يكون المتحف وجهة دائمة لكل طلاب المدارس والجامعات المصرية، لأن زيارة المتحف تمثل درسًا عمليًا فى الانتماء والفخر الوطنى، وتعزز الوعى بتاريخ الوطن وعظمته.

 ويرى أن تعريف الأجيال الجديدة بعظمة أجدادهم هو الطريق لبناء مستقبل قوى متجذر فى الهوية المصرية الأصيلة، فالمتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى للعرض، بل هو مؤسسة للتنوير والهوية الوطنية، تمثل مصر أمام العالم بأجمل صورة ممكنة.

 

المتحف مؤسسة حضارية تواجه الأكاذيب وتُعلّم الأجيال صدق وتفرد الهوية مصر

 

وفى السياق ذاته قالت عالمة المصريات الدكتورة ريهام عرام لـ"البوابة نيوز"، إن المتحف المصرى الكبير يمثل نموذجًا علميًا وثقافيًا شاملاً، وواجهة مشرقة للحضارة المصرية أمام العالم. وتشير إلى أن هناك محاولات متكررة من بعض الجهات لتشويه التاريخ بادعاء أن الحضارة المصرية القديمة لم تنشأ على أرض مصر، مؤكدة أن هذه الأكاذيب تنهار أمام الحقائق العلمية والآثار الموثقة التى يحتضنها المتحف. وتضيف أن مصر غنية بجميع أنواع السياحة — العلاجية والثقافية والعلمية والاجتماعية — وأن المتحف هو منصة تعليمية وسردية حضارية تعرف الأجيال بتاريخهم وشخصيتهم القوية.

 وتشدد على أن الرحلات المدرسية والجامعية إلى المتحف ليست مجرد نزهة، بل وسيلة لتكوين وعى حضارى متين، يعمّق الانتماء ويؤكد أن الهوية المصرية فريدة وصاخبة بالحياة.

وأوضحت أن المتحف ليس فقط معرضًا للآثار، بل هو مدرسة مفتوحة للعالم كله، ومنارة جديدة تُعيد صياغة صورة مصر فى الوعى العالمى كبلد الأمن، والعلم، والإبداع، وصانعة التاريخ منذ فجر الإنسانية.

9b1a65b059.jpg
مصر.. منارة الحضارة ووجهة المستقبل

مصر.. منارة الحضارة ووجهة المستقبل

 

وهكذا، يظل المتحف المصرى الكبير شاهدًا جديدًا على أن مصر كانت وستبقى قلب الحضارة وذاكرة العالم. ففى الوقت الذى تجتمع فيه ملامح الماضى المجيد مع معطيات الحاضر المبدع، تفتح مصر أبوابها للعالم لتقول: هنا تُروى قصة الإنسان منذ الأزل. المتحف المصرى الكبير ليس نهاية الطريق، بل بداية لعصر جديد من الوعى والثقافة والاعتزاز بالهوية. من خلاله، تُعيد مصر تقديم نفسها للعالم ليس فقط كمقصد سياحى، بل كمنارة للسلام والتنوع والإبداع. إنها مصر — بلد الأمن والأمان — التى تصنع التاريخ كل يوم، وتربط جذور الماضى بأجنحة المستقبل، لتظل دائمًا قبلةً للحضارات وملهمةً للأجيال القادمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق