اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوات تصعيدية في منطقة البحر الكاريبي باتجاه التدخل العسكري في فنزويلا، معلنًا ما وصفه بـ"عملية ضد تجار المخدرات المصنفين كإرهابيين دوليين"، وسط مخاوف دولية من أن يكون الهدف الحقيقي هو الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
تعبئة عسكرية أمريكية في الكاريبي
دفعت الإدارة الأمريكية عشرات السفن الحربية والطائرات العسكرية وآلاف الجنود إلى المنطقة في أكبر تحرك عسكري أمريكي في أمريكا اللاتينية منذ سنوات. وأكد ترامب أن العمليات العسكرية استهدفت تفجير سبعة قوارب قال إنها تنقل المخدرات من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى.
وأصدر ترامب قرارًا سريًا يُعرف بـ"تفويض العمليات الخاصة" لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) يسمح لها بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، متهمًا مادورو بأنه "رئيس غير شرعي يقود كارتل مخدرات".
ترامب: سنواجه فنزويلا في البحر وعلى الأرض
قال ترامب في تصريحات صريحة: "لقد أذنت بهذه العمليات لسببين: حماية حدودنا من تسلل المهاجرين غير الشرعيين، ووقف دخول المخدرات من فنزويلا."
وأضاف: "لن نتوقف عند تدمير قوارب المخدرات فقط… سنواجههم برًا أيضًا."
ونقلت مصادر أمريكية أن أي عملية برية ستكون محدودة في البداية وقد تستهدف معسكرات مهربي المخدرات أو مهابط الطائرات السرية داخل فنزويلا، لكنها قد تتوسع لاحقًا.
هل الهدف إسقاط مادورو؟
رغم نفي ترامب الإجابة بشكل مباشر على سؤال حول ما إن كان يسعى لإسقاط مادورو، إلا أنه قال: "أعتقد أن فنزويلا الآن تشعر بالخطر."
ويرى مراقبون أن الحملة العسكرية الأمريكية قد تكون تمهيدًا للتدخل السياسي في كاراكاس. وقال مسؤول أمريكي سابق: "بعد إعلان حرب على تجار المخدرات وتعيين مادورو واحدًا منهم… لا تراجع إلا بخروجه من السلطة."
وكالة المخابرات الأمريكية تدخل المشهد
أكدت مصادر مطلعة أن وكالة الاستخبارات الأمريكية زادت نشاطها في المنطقة بشكل ملحوظ وأرسلت فرقًا لجمع معلومات أمنية واستخباراتية. كما نشر البنتاجون وحدات من القوات الخاصة وطائرات مروحية هجومية.
انتقادات داخلية وتحذيرات من حرب جديدة
أثار التحرك العسكري انتقادات من خبراء ومسؤولين أمريكيين سابقين. وقال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم توم شانون: "إذا بدأت الولايات المتحدة ضربات برية داخل فنزويلا فستدخل في مأزق سياسي وعسكري خطير."
كما استقال قائد القيادة الجنوبية الأمريكية الأميرال ألفين هولسي احتجاجًا على هذه العمليات، وسط مخاوف من تجاوزات قانونية أو تورط طويل الأمد في حرب جديدة.
فنزويلا ترد وتعلن التعبئة
اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالتخطيط لـ"انقلاب عسكري"، بينما أعلن وزير دفاعه حالة الاستنفار قائلاً: "علينا الاستعداد… هذا تهديد حقيقي من الإمبريالية الأمريكية."
وحشدت فنزويلا ثمانية ملايين فرد في ميليشيات مدنية استعدادًا لأي مواجهة محتملة.
خطر التوسع في أمريكا اللاتينية
امتدت آثار الخطوات الأمريكية إلى دول أخرى في أمريكا الجنوبية:
ترامب يهدد كولومبيا ويصف رئيسها بـ"زعيم مخدرات"، ويقطع المساعدات عنها.
وعد بدعم الأرجنتين بـ20 مليار دولار حال فوز حليفه السياسي خافيير ميلي.
ضغط تجاري على تشيلي والبرازيل وفرض رسوم جمركية كبيرة.
صفقات أمنية مع باراغواي والإكوادور مقابل التعاون الأمني.
مخاوف من حرب طويلة
حذر محللون من أن العملية الأمريكية قد تتطور من مكافحة المخدرات إلى حرب إقليمية واسعة. وكتب الباحث العسكري جيفري كورن:"ما بدأ كضربات محدودة قد يتحول إلى تغيير نظام بالقوة."
وبينما تبدو فنزويلا ضعيفة عسكريًا مقارنة بالولايات المتحدة، فإن قدراتها غير التقليدية مثل التجسس والتسلل والتضليل قد تعقّد أي تدخل أمريكي.
0 تعليق