في بيت بسيط، جمع بين الفقر والمرض والديون، وُلدت إرادة لا تعرف الانكسار.
مصطفى عبد الله، أحد ذوي الاحتياجات الخاصة، وجد نفسه منذ صغره أمام واقع قاس: أب متوفى، وأم مريضة، وإخوة صغار يحتاجون إلى من يُطعمهم ويرعاهم، كانت الأيام تمضي ثقيلة، لكن قلبه كان أثقل بالإيمان.
الأب والأم
يقول عبد الله: "بعد وفاة والدي ومرض أمي، أصبحت الأب والأم والمسؤول عن إخوتي، الديون تراكمت، والحياة أظهرت وجهها القاسي، لكنني قررت أن أطرق باب الرزق، لا باب الشكوى."
بدأت رحلته من الصفر، حين التحق بأحد محال بيع المنظفات، لم يكن العمل سهلاً، لكنه وجد فيه نقطة الانطلاق، تعلم مكونات تلك المنتجات، وكيف تُصنع، وبدأ بتجارب صغيرة في التصنيع.. شيئًا فشيئًا، تحولت التجارب إلى مهارة، ثم إلى شغف، ثم إلى مشروع صغير.
لكن الطريق لم يكن ممهدًا.
واجه عبد الله نظرات تنمر واستهانة من بعض من حوله، كان يُسمع أحيانًا همسات تقلل من شأنه، أو تشكك في جودة منتجاته، فقط لأنه "من ذوي الإعاقة" ومع ذلك، لم يتراجع.
وتابع: "اعترض البعض على منتجاتي، واتهموها بأنها غير آمنة، بينما كان التجار يحاولون إحباطي. لكني تمسكت بحلمي وثقتي بالله، وكنت أردد في نفسي: من سار على الدرب وصل."
افتتاح محلٍ خاصٍ
تدريجيًا، بدأ عبد الله يجد من يؤمن بموهبته، زبائن دعموا جهده، وآمنوا بجودة ما يصنعه، ومع الوقت، ادخر ما استطاع من ماله الصغير ليحقق حلمًا كبيرًا: افتتاح محلٍ خاصٍ به.
يقول بابتسامة تحمل تعب السنين: "كنت أعمل من الثامنة صباحًا حتى الثانية بعد منتصف الليل، ولم أشعر يومًا بالكلل، كنت أرى في عرق جبيني طريقًا نحو الكرامة، ونحو مستقبل أفضل لأسرتي."
مشروعه المستقل
اليوم، عبد الله ما زال يسعى بخطى واثقة نحو حلمه، ليؤسس مشروعه المستقل، ويكون مصدر رزق كريم له ولأسرته، مؤمنًا أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في الاستسلام.














0 تعليق