أعلنت السلطات الأمريكية إغلاق مبنى الكابيتول في ولاية وايومنغ ظهر الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، بعد العثور على عبوة ناسفة مشتبه بها داخل المبنى أو في محيطه، ما أثار حالة من الاستنفار الأمني الواسع في العاصمة الإدارية للولاية «تشايين».
وأكدت شرطة الولاية في بيان رسمي أن الإغلاق جاء كإجراء احترازي لحماية الموظفين والزوار، إلى أن يتم التأكد من طبيعة الجسم المريب.
فرق تفكيك المتفجرات تباشر عملها
هرعت إلى موقع الحادث فرق تفكيك المتفجرات (Bomb Squad) مصحوبة بوحدات من الشرطة المحلية وكلاب كشف المتفجرات، حيث باشرت عملية التمشيط داخل المبنى وفي محيطه الخارجي.
وأوضحت مصادر أمنية أن عملية الفحص شملت السيارات المتوقفة في الساحات القريبة والأنفاق المؤدية إلى المبنى، تحسبًا لاحتمال وجود عبوات إضافية.
وأضافت أن التحقيق جارٍ لتحديد ما إذا كانت العبوة حقيقية الصنع أو هيكلًا وهميًا أُعد بهدف إثارة الذعر العام.
إخلاء الموظفين وإغلاق الشوارع المحيطة
جرى إخلاء جميع العاملين والزوار من مبنى الكابيتول فورًا، مع فرض طوق أمني مشدد على المنطقة المحيطة.
كما أغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى المبنى وأقامت نقاط تفتيش في مداخل المدينة، بينما طُلب من الموظفين في المباني الحكومية المجاورة البقاء في أماكنهم حتى انتهاء عمليات التفتيش.
وأكدت شرطة وايومنغ أنه «لم تُسجل أي إصابات بشرية»، مشيرة إلى أن الإغلاق جاء لضرورات السلامة فقط.
التحقيقات مستمرة ولا مؤشرات على هوية المشتبه به
حتى مساء الثلاثاء، لم تُعلن السلطات عن توقيف أي مشتبه به أو تحديد الجهة المسؤولة عن وضع العبوة.
وقال المتحدث باسم شرطة الولاية إن الأجهزة المختصة تتعامل مع الواقعة «بأقصى درجات الحذر»، موضحًا أن فرق التحقيق ستصدر تقريرها الفني بعد استكمال جميع الفحوصات.
وأشار إلى أن الأولوية حاليًا هي ضمان سلامة المبنى والعاملين فيه قبل استئناف العمل الإداري مجددًا.
الكابيتول.. رمز سياسي يتكرر استهدافه
تأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من التهديدات الأمنية المتكررة التي تستهدف مباني الكابيتول في الولايات الأمريكية المختلفة.
ففي السنوات الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة عدة بلاغات كاذبة عن وجود متفجرات قرب الكونغرس الأمريكي في واشنطن، فضلاً عن محاولات اقتحام محدودة لمقار حكومية.
ويرى محللون أن استهداف الكابيتول — سواء في العاصمة أو في الولايات — يحمل رمزية سياسية قوية، كونه يمثل قلب السلطة التشريعية في النظام الأمريكي، ويعكس تصاعد موجات التطرف الداخلي ومحاولات بعض الجماعات إثارة الفوضى وزعزعة الثقة في المؤسسات الرسمية.
ما وراء الحوادث المتكررة
يشير خبراء الأمن إلى أن حوادث التهديد بالعبوات الناسفة ضد مباني الكابيتول ليست دائمًا مدفوعة بأهداف إرهابية مباشرة، بل أحيانًا تعبير عن احتجاج سياسي أو اجتماعي متطرف.
ويربط بعض المراقبين بين هذه الحوادث وبين تصاعد الاستقطاب السياسي الحاد داخل الولايات المتحدة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2026، ما يجعل المباني الرمزية مثل الكابيتول مسرحًا لتوجيه الرسائل السياسية أو لفت الأنظار الإعلامية.
ويؤكد الخبراء أن السلطات الأمريكية باتت تعتمد إستراتيجية جديدة تقوم على الاستجابة السريعة دون إثارة الهلع، لتفادي تأثيرات نفسية واقتصادية قد تضر بثقة الجمهور في الدولة.
لا إصابات.. والسلطات تؤكد السيطرة على الموقف
في ختام بيانها، طمأنت سلطات وايومنغ المواطنين بأن الوضع تحت السيطرة، وأن فرق الأمن أنهت معظم عمليات التفتيش دون العثور على أي متفجرات أخرى.
وأكدت الشرطة أن المبنى سيظل مغلقًا مؤقتًا لحين صدور التقرير الفني النهائي، داعية المواطنين إلى تجنب تداول الشائعات أو الصور غير الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي حفاظًا على دقة المعلومات وسلامة التحقيقات.
0 تعليق