ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الولايات المتحدة تدرس حاليًا مبادرة جديدة تمنح من خلالها شركات الطاقة النووية إمكانية الوصول إلى البلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة، في خطوة تعكس توجّه واشنطن نحو دعم تطوير تقنيات الطاقة النووية المدنية وتعزيز استقلالها في هذا المجال الاستراتيجي. وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الإدارة الأمريكية إلى توسيع إنتاج الطاقة النووية كجزء من خططها لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ومواجهة التنافس المتصاعد من جانب روسيا والصين في سوق الطاقة العالمي.
وأشارت فاينانشال تايمز إلى أن القرار المحتمل يهدف إلى تمكين الشركات الأمريكية من الاستفادة من البلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة ضمن برامج بحثية خاضعة لإشراف صارم من قبل وزارة الطاقة الأمريكية، وبما يضمن الالتزام الكامل بمعايير الأمان النووي وعدم الانتشار. وأضافت أن واشنطن تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إعادة تنشيط قطاع الطاقة النووية المحلي الذي يعاني من تباطؤ في الاستثمار والإنتاج منذ عقود، رغم أهميته في تحقيق أهداف الحياد الكربوني التي تلتزم بها الإدارة الحالية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الحكومة الأمريكية ستضع قيودًا تقنية وتنظيمية صارمة على استخدام البلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة، بحيث يتم تخصيصه فقط للأغراض العلمية والطاقة السلمية، مع مراقبة دقيقة لأي عمليات إنتاج أو تحويل مادي للمواد النووية. كما أشارت إلى أن القرار قد يثير نقاشًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والأمنية في الولايات المتحدة حول التوازن بين تعزيز الابتكار النووي والحفاظ على الضمانات الأمنية.
ويرى خبراء أن منح شركات الطاقة إمكانية الوصول إلى البلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة يمثل تحولًا لافتًا في السياسة النووية الأمريكية، إذ لم يسبق لواشنطن أن سمحت بهذا النوع من الاستخدام خارج الأغراض العسكرية. ويعتبر هذا الإجراء رسالة واضحة على رغبة الولايات المتحدة في دعم شركات الطاقة النووية الوطنية في مواجهة المنافسة المتزايدة من روسيا، التي تسيطر على نسبة كبيرة من السوق العالمي للوقود النووي.
وبحسب فاينانشال تايمز، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز أمن الطاقة الأمريكي، وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في مشاريع الطاقة النووية المتقدمة، بما في ذلك المفاعلات الصغيرة المعيارية. وتؤكد الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال هذه السياسة إلى تحقيق توازن بين الاستخدام السلمي للتقنية النووية والحفاظ على السيطرة الصارمة على المواد الحساسة.
0 تعليق