ورش اتحاد الكنائس المُصلحة تدعو إلى مصالحة تصحيحية ومواجهة إرث العبودية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

واصل المشاركون في أعمال المجلس العام السابع والعشرين لاتحاد الكنائس المُصلحة في العالم (WCRC)، جلساتهم الحوارية عبر سلسلة من ورش العمل التي فتحت نقاشات معمقة حول قضايا متعددة، من إعادة تصور مفهوم الرجولة إلى دور الرسالة الكنسية في زمن الأزمات.

قاد مجلس الإرسالية العالمية (CWM) عددًا من ورش العمل، أبرزها تلك التي تناولت مشروع أنسيموس (TOP) وحركة المسكونية التحويلية (TEM)، إلى جانب مساهمته في النقاشات حول العدالة البيئية والاقتصادية.

دعوة إلى مصالحة تصحيحية وجبر الضرر

في كلمة مؤثرة شكّلت خلفية لإطلاق مشروع أنسيموس (TOP)، استحضر القس الدكتور رودريك هيويت، رئيس الفريق الأساسي للمشروع، "الجانب المظلم من تاريخ الإرسالية"، الذي خلّف إرثًا مؤلمًا من العبودية، داعيًا إلى "ألا ننسى الصخر الذي منه نُحتنا".

ينبثق المشروع عن برنامج إرث العبودية (LOS) التابع لمجلس الإرسالية العالمية، مستلهمًا قصة العبد أنسيموس الواردة في رسالة بولس إلى فيلمون، بهدف مواجهة جذور التمييز والظلم العرقي وإصلاح آثار العبودية التاريخية والمعاصرة داخل عائلة الكنائس الأعضاء وخارجها.

وخلال الورشة، تم تسليط الضوء على ثلاثة صناديق مخصصة للمشروع: صندوق العدالة التصحيحية، صندوق شفاء الذاكرة، وصندوق مكافحة العبودية الحديثة.
وأكد هيويت أن "المجلس مستعد ليثبت التزامه بالفعل قبل القول"، مشددًا على أن الرسالة الحقيقية تتطلب "مخاطرة وانخراطًا شجاعًا مع الفئات الضعيفة"، سائلًا: "هل نحن مستعدون للشروع في هذا العمل الشجاع؟"

نحو مسكونية تحويلية ومشاركة شعبية

بالتوازي مع ورشة مشروع أنسيموس، عُقدت ورشة حركة المسكونية التحويلية (TEM) بإدارة الدكتور ديناباندو مانشالا والقس الدكتور جيشيك شين.

استعرضت الورشة تطوّر الحركة منذ انطلاقها عام 2013 وحتى إطلاقها العالمي في كينيا عام 2023، مقدّمة رؤية جديدة حول رسالتها التي تدعو الكنيسة إلى التضامن مع حركات الهامش، ومع النساء والشباب، لمقاومة قوى الظلم والهيمنة في العالم.

وقال مانشالا إن التركيز على "مسكونية قائمة على الناس، موجّهة نحو العدالة، ومحفزة للتغيير" أثار اهتمامًا كبيرًا بين نحو 110 مشاركًا من مختلف مناطق العالم. وأضاف: "كان مشجعًا رؤية هذا الانفتاح على آفاق جديدة للمسكونية تتجاوز الأطر المؤسسية التقليدية."

أما شين فأعرب عن تفاؤله قائلًا: "عدد المشاركين تجاوز توقعاتي، وكان هناك تمثيل متوازن بين الشمال والجنوب العالمي، وهو ما يعطيني انطباعًا واعدًا للغاية."

العدالة الاقتصادية لا تنفصل عن العدالة البيئية

وفي ورشة أخرى بعنوان "العدالة في الاقتصاد والأرض"، قال القس دايمون مكندواير، أمين إرسالية المجلس لشؤون البيئة والاقتصاد: "نحن نقف بين أنقاض نظام ظنّ أن السيطرة على الطبيعة هي التنمية، وأن تدمير المجتمعات هو التقدم."

أكدت الورشة على البصيرة النبوية لـإقرار أكرا الذي صدر قبل عقدين، والذي اعتبر أن الظلم الاقتصادي والدمار البيئي ليسا قضايا سياسية فحسب، بل مسائل إيمان وتلمذة.

وتوصل المشاركون إلى تساؤل جوهري: "المسألة ليست إن كان العالم سينجو، بل هل ستبقى الكنيسة أمينة في هذا الزمن الفاصل؟"
واختتم مكندواير بقوله:"السؤال الحقيقي هو: هل ستقف الكنيسة حيث يقف المسيح — مع الأرض المصلوبة؟"

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق