اجتاحت فيضانات ألاسكا خلال الأيام الماضية قرى ومناطق واسعة في شمال وغرب الولاية، مسببة أضرارًا غير مسبوقة بالبنية التحتية ونزوح أكثر من ألفي شخص من السكان المحليين، ما دفع الحاكم مايك دنليفي إلى مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان حالة كوارث كبرى لتسريع وصول المساعدات الفيدرالية.
وبحسب تقارير الأرصاد الجوية، بدأت فيضانات ألاسكا في الثامن من أكتوبر، بعد سلسلة من العواصف العاتية التي جلبت معها بقايا الإعصار “هالونغ”، مصحوبة برياح قوية ومستويات مياه قياسية أدت إلى انهيار الجسور وغرق مئات المنازل. وأكد الحاكم دنليفي في طلبه إلى البيت الأبيض أن أكثر من 2000 من سكان ألاسكا اضطروا لمغادرة منازلهم والاحتماء في المدارس والمناطق الحضرية بسبب الدمار الذي لحق بشبكات الطرق والكهرباء والمياه.
وفي منطقة كيبنوك، كشفت السلطات أن نحو 90% من المباني تضررت بالكامل، بما في ذلك المرافق الحيوية مثل المدارس ومحطات الإمداد، بينما شهدت بلدة كويغيلينغوك تدمير نحو 35% من مبانيها، مع أضرار جسيمة في المساكن والمستشفيات. وقال مسؤولون محليون إن عمليات الإجلاء لا تزال مستمرة في عدد من القرى التي أصبحت معزولة تمامًا بسبب ارتفاع منسوب المياه وانقطاع الاتصالات.
ووجّه عضوا مجلس الشيوخ عن الولاية، دان سوليفان وليزا موركوفسكي، رسالة مشتركة إلى الرئيس ترامب يحثانه فيها على الإسراع في إعلان حالة الطوارئ الفيدرالية استجابةً لحجم الخسائر، مشيرين إلى أن مثل هذا الإعلان سيسمح بتخصيص موارد إضافية من الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ لدعم المجتمعات المنكوبة.
ويقول خبراء المناخ إن فيضانات ألاسكا تمثل مؤشرًا مقلقًا على تصاعد ظواهر الطقس المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ، خصوصًا في المناطق القطبية التي تشهد ذوبانًا متسارعًا للجليد البحري. كما حذروا من أن تكرار مثل هذه الكوارث سيشكل تحديًا خطيرًا أمام خطط إعادة الإعمار وقدرة الولاية على الصمود.
ويرى مراقبون أن الاستجابة السريعة من إدارة دونالد ترامب ستكون اختبارًا جديدًا لكيفية تعامل الحكومة الأميركية مع الكوارث البيئية في ظل الانتقادات السابقة حول بطء المساعدات في مناطق نائية مثل ألاسكا، مؤكدين أن إعلان الطوارئ الفيدرالية سيحدد مستقبل التعافي الاقتصادي والإنساني في الولاية المنكوبة.
0 تعليق