رغم إعاقته، لم يستسلم محمد سامي لليأس، بل واجه الحياة بروحٍ تفيض أملًا وتفاؤلًا، مؤمنًا بأن لا مستحيل مع الإصرار والإيمان بالله، وبأن طلب الرزق لا يحتاج إلا إلى قلبٍ صادق ونيةٍ طيبة وعزيمةٍ لا تلين.
درس في الإصرار والكرامة
محمد سامي، شابٌّ من ذوي الهمم، فقد نعمة البصر لكنه لم يفقد البصيرة، تحدّى إعاقته وتحديً المستحيل، وجعل من كفاحه اليومي درسًا في الإصرار والكرامة.
يقول سامي عن بداياته: "منذ طفولتي قدر الله لي أن أكون كفيفًا، وقد واجهتُ منذ صغري صعوباتٍ كثيرة، توفي والدي وأنا طفل، وأصيبت والدتي بالمرض، فأصبحتُ — لكوني أكبر إخوتي — في مقام الأب والأم، أتحمل مسؤولية البيت والإنفاق على إخوتي."
يبيع المناديل في الشوارع
بدأ سامي رحلته في الكفاح من الصفر، فكان يبيع المناديل في الشوارع، ثم تطور عمله إلى بيع المسك والعطور والجوارب (السوكات)، وبجهده المتواصل استطاع سداد ديون والده الراحل، كما واصل تعليمه حتى حصل على دبلوم التجارة، متحديًا كل العقبات التي واجهته.
واجه سخرية البعض من إعاقته، ومحاولات البعض الآخر تجاهله والتقليل من شأنه، بل وحتى مضايقات من بعض التجار الذين رأوا في نشاطه تهديدًا لهم، فحاولوا منعه أو التشكيك في بضاعته لكن كل ذلك لم يُثنه عن مواصلة طريقه، فقد كان يجد الدعم والتشجيع من مدرسيه وجيرانه الذين آمنوا بقدراته وإصراره.
محل خاص للعطور
يقول سامى بابتسامة واثقة:"نظمت وقتي بين دراستي وعملي، كنت أبدأ من الحادية عشرة صباحًا حتى الثانية عشرة منتصف الليل، ولم تكن إعاقتي يومًا سببًا في توقفي، بل كانت دافعًا لي."
يحلم سامي اليوم بأن يفتح محلًا خاصًا للعطور، وأن يُكمل دراسته، وأن يواصل الإنفاق على أخواته حتى يطمئن عليهن في بيوتهن، ويفخر بأنه استطاع تزويج إحداهن بالفعل، ولا يزال يحمل في قلبه حلمًا أكبر بأن يرى أسرته مستقرة وسعيدة.
في نهاية حديثه، يوجه رسالةً لكل شابٍ يائس أو متردد: "تمسك بحلمك، ولا تخضع للمعوقات.. فليس العمل عيبًا ما دام يحفظ كرامتك، ويمنع يدك أن تُذل أو تُهان."
0 تعليق