مصر والسودان تضعان خارطة طريق للتعاون الزراعي.. وخبراء يؤكدون: تبادل الخبرات سيحدث نقلة نوعية في الإنتاج بالسودان

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في إطار العلاقات التاريخية والروابط الأخوية بين مصر والسودان، وتأكيدًا على أهمية التكامل الزراعي بين البلدين لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، عقد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق اجتماعًا مع نظيره السوداني الدكتور عصمت القرشي، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في القطاع الزراعي.

ويأتي هذا اللقاء استكمالًا لمسار التعاون الثنائي، وحرص الجانبين على توطيد الشراكة بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويدعم جهود التنمية في القارة الإفريقية.

وبحث علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، مع نظيره السوداني الدكتور عصمت القرشي، سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر والسودان في المجال الزراعي، وذلك خلال اجتماع عقد بحضور عدد من مسؤولي الوزارتين. 

وناقش الوزيران فرص الاستثمار الزراعي المشترك وإقامة مشروعات تنموية تسهم في الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة لدى البلدين، إلى جانب تفعيل التعاون البحثي وتبادل المعارف والخبرات بين المراكز البحثية المتخصصة كما تناول اللقاء دعم المعامل الزراعية في السودان من خلال تزويدها بالتقنيات الحديثة ونقل الخبرات الفنية المصرية لرفع كفاءتها.

واتفق الجانبان على تعزيز بناء القدرات والتدريب في المجال الزراعي، عبر زيادة فرص تدريب الكوادر السودانية بالمركز الدولي للزراعة التابع لوزارة الزراعة المصرية، بما يسهم في تطوير مهاراتهم والاطلاع على أحدث الأساليب الزراعية.

كما تطرق الاجتماع إلى سبل تطوير التبادل التجاري للحاصلات والسلع الزراعية والغذائية بين البلدين، والعمل على تذليل العقبات اللوجستية، إلى جانب بحث آفاق التصنيع الزراعي المشترك لرفع القيمة المضافة للمحاصيل.

وأكد الوزير علاء فاروق أهمية العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر والسودان، مشدداً على أن التكامل الزراعي بين البلدين يُعد ركيزة أساسية للأمن الغذائي الإقليمي ونموذجاً للتعاون المثمر داخل القارة الإفريقية وأوضح أن مصر ملتزمة بتقديم الدعم الفني وتبادل الخبرات، خاصة في مجالات التقنيات الحديثة وزيادة الإنتاجية وكفاءة استخدام الموارد.

من جانبه، أشاد الدكتور عصمت القرشي بأهمية الشراكة مع مصر، معتبراً أن اللقاء يمثل دفعة قوية للعلاقات الزراعية بين البلدين وثمَّن الوزير السوداني الدور المصري في دعم شعوب القارة الإفريقية، خاصة في تطوير المعامل وتدريب الكوادر السودانية على أحدث الممارسات الزراعية، مشيراً إلى أن تعزيز التبادل التجاري وفتح الأسواق أمام الحاصلات يمثلان خطوة مهمة نحو التنمية المستدامة.

وفي ختام الاجتماع، اتفق الجانبان على تشكيل لجنة فنية مشتركة ونقاط اتصال لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يضمن تحويل تلك التفاهمات إلى نتائج ملموسة تعود بالنفع على الشعبين المصري والسوداني.

تحقيق التكامل الزراعي 

وفي هذا السياق أكد الدكتور جمال صيام، الخبير الزراعي، أن اللقاء الذي جمع بين وزير الزراعة المصري علاء فاروق ونظيره السوداني الدكتور عصمت القرشي يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل الزراعي بين البلدين، مشيرًا إلى أن التعاون المصري السوداني في هذا القطاع ليس جديدًا، لكنه يشهد الآن مرحلة جديدة من التنسيق العملي القائم على تبادل الخبرات وتنفيذ مشروعات مشتركة.

 وقال صيام إن مصر تمتلك خبرات فنية كبيرة في مجالات الزراعة الحديثة وإدارة الموارد المائية، يمكن أن تسهم بشكل فعّال في تطوير القطاع الزراعي السوداني، خاصة في ظل ما تمتلكه السودان من مساحات واسعة من الأراضي الخصبة وموارد مائية كبيرة.

وأضاف الخبير الزراعي أن الاجتماع الأخير عكس إرادة سياسية حقيقية لتعميق التعاون الزراعي بين البلدين، موضحًا أن إنشاء لجنة فنية مشتركة لمتابعة ما تم الاتفاق عليه يعد خطوة عملية تضمن تنفيذ المشروعات على أرض الواقع.

 كما أشار إلى أن تبادل الخبرات والدعم الفني في مجال تطوير المعامل الزراعية ونقل التقنيات الحديثة سيُحدث نقلة نوعية في الإنتاج الزراعي بالسودان، وهو ما ينعكس إيجابًا على الأمن الغذائي الإقليمي.

الاستثمار الزراعي والتصنيع الغذائي

من جانبه، قال الدكتور طارق محمود، أستاذ بمركز البحوث الزراعية، إن التعاون بين مصر والسودان في المجال الزراعي يمثل نموذجًا للتكامل الإفريقي الحقيقي، مشيرًا إلى أن الجانبين يمتلكان مقومات فريدة يمكن أن تحقق نجاحات كبيرة في مجالات الاستثمار الزراعي والتصنيع الغذائي.

وأضاف “محمود” أن تفعيل التعاون البحثي و تبادل المعرفة بين المراكز العلمية في البلدين خطوة بالغة الأهمية، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تواجه الزراعة في المنطقة، موضحًا أن التعاون البحثي يسهم في تطوير أصناف جديدة من المحاصيل تتحمل الجفاف والملوحة وتزيد من الإنتاجية.

وأوضح، أن زيادة فرص التدريب للكوادر السودانية بالمركز الدولي للزراعة في مصر ستعمل على رفع كفاءتهم وتزويدهم بالمهارات الحديثة في مجالات الزراعة الذكية والمستدامة، مؤكداً أن نقل الخبرة المصرية إلى السودان لا يخدم فقط البلدين، بل يمثل دعمًا مباشرًا للأمن الغذائي العربي والإفريقي.

واختتم محمود، تصريحاته بالتأكيد على أن التكامل الزراعي بين مصر والسودان هو الطريق الأمثل لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، مشددًا على أهمية استمرار عقد مثل هذه اللقاءات المشتركة بين وزارتي الزراعة في البلدين، لضمان تحويل الاتفاقيات إلى مشروعات واقعية تخدم شعبي وادي النيل وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية المشتركة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق