في مشهد رقمي يزداد تعقيدًا كل يوم، تحوّل صانعو المحتوى من مجرد ناقلين للمعلومات إلى لاعبين مؤثرين في معارك الوعي العام، وبينما يتسابق البعض لصناعة المتعة، يختار آخرون طرقًا أكثر خطورة، يلامسون فيها خطوطًا حمراء تتعلق بصحة ملايين المواطنين ، وهنا نتحدث عن أزمة القضية المعروفة إعلاميا بأزمة المياه المعدنية.
اتهامات نشر معلومات مثيرة للجدل حول المنتجات الغذائية
وفي مصر، اشتعلت الساحة خلال الأيام الماضية بعد توقيف أشهر ثنائي في عالم كشف "الغذاء المغشوش"، ليظهر لاحقًا أن خلف هذه الحسابات المثيرة للجدل طبيب ومهندس، صنعا موجة من الهلع والجدل لم تهدأ حتى الآن في قضية المياه المعدنية.
أخلت جهات التحقيق في مصر سبيل صانعي المحتوى المعروفين إعلاميًا بـ"سلطانجي" و"الإكيلانس"، بعد سداد كفالة قدرها 50 ألف جنيه لكل منهما، في إطار التحقيقات المتعلقة باتهامات نشر معلومات مثيرة للجدل حول المنتجات الغذائية، في قضية المياه المعدنية.
وتبيّن من التحقيقات أن صاحب حساب "سلطانجي" يعمل طبيبًا، بينما يمارس "الإكيلانس" مهنة الهندسة، كما أن أحدهما يحمل جنسية أجنبية، ويقيم الاثنان في محافظة دمياط شمال البلاد.
صفحة يقدم من خلالها محتوى عن تذوق الأطعمة وتقييم المطاعم منذ نحو ثلاث سنوات
وكشفت المعلومات أن "الإكيلانس" يدير صفحة يقدم من خلالها محتوى عن تذوق الأطعمة وتقييم المطاعم منذ نحو ثلاث سنوات، ويملك قاعدة جماهيرية ضخمة، ويُعرّف نفسه على يوتيوب بأنه متخصص في تقييم الأكلات الشعبية والمطاعم المصرية.
أما "سلطانجي"، الذي أطلق حسابه على إنستغرام العام الماضي، فيركز محتواه على السفر والصحة وتجارب الطعام، قبل أن يدخل مؤخرًا في مجال تحليل المواد الغذائية المتداولة في الأسواق.
ويعود ظهور الثنائي في مجال "تحليل المنتجات الغذائية" إلى شهر رمضان الماضي، عندما نشرا أولى حلقاتهما عن تقييم الزبادي المتداول، ثم واصلا نشر محتوى مثير للجدل عن الألبان والعسل وبعض المنتجات التي ادعيا أنها مغشوشة، ما تسبب في تفاعل واسع.
وجود غش في أنواع من الزيوت والعسل واللحوم المصنعة
وتفاقمت الأزمة بعد انتشار مقاطع فيديو جديدة زعما فيها أن بعض المياه المعدنية المتاحة في الأسواق ليست صالحة للاستخدام الآدمي، وأنها مختلطة بمياه ملوثة، إلى جانب حديثهما عن وجود غش في أنواع من الزيوت والعسل واللحوم المصنعة.
وأعلنت وزارة الداخلية القبض عليهما بعد نشر هذه المقاطع التي أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأدت إلى حالة من الجدل الواسع حول دقة المعلومات المتداولة ومسؤولية المحتوى الذي يعرضه مشاهير المنصات الرقمية.














0 تعليق