في تطور يعكس عمق التأثير الدولي للعقوبات الغربية على صناعة النفط الروسية، أعلنت شركة "لوك أويل" حالة القوة القاهرة على شحنات الخام الصادرة من حقل "غرب القرنة 2" في جنوب العراق، وهو واحد من أضخم الحقول التي تستثمر فيها الشركة خارج الحدود الروسية.
أزمة الشحنات النفطية العراقية
القرار الذي كشف عنه مصدر مطلع، أعاد تسليط الضوء على سلسلة التحديات التي تواجهها الشركات الروسية العاملة في قطاع الطاقة منذ بدء تشديد العقوبات الأميركية والأوروبية.
ويمثل الإعلان إشارة واضحة إلى أن القيود المفروضة على موسكو لم تعد تقف عند حدود الشركات داخل روسيا فقط، بل امتدت لتطال عملياتها التشغيلية حول العالم.
وفرضت واشنطن الشهر الماضي عقوبات مباشرة على "لوك أويل" في إطار سياسة الضغط المتصاعد التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدفع روسيا إلى تغيير مسارها في الحرب الدائرة في أوكرانيا.
ومع أن إعلان القوة القاهرة يمنح الشركة حق التخلف عن التزاماتها التعاقدية بشكل قانوني، فإنه لا يعني تعليقًا فوريًا لتصدير النفط من الحقل، فـ"لوك أويل" تمتلك حصة 75% من "غرب القرنة 2"، الذي تجاوز إنتاجه 480 ألف برميل يوميًا خلال شهر أبريل، ورغم ذلك، فإن الإشارات الأولية توحي باضطرابات فعلية في نمط الشحنات.
في السياق، أكدت مصادر مطلعة أن شركة تسويق النفط العراقية "سومو" ألغت ثلاث شحنات كانت مخصصة لتحميل الخام لصالح "لوك أويل" خلال شهر نوفمبر، دون الإفصاح عن الأسباب بشكل رسمي.
ولا تزال الصورة غير واضحة حول مصير تلك الكميات، وما إذا كانت قد ضُخت بالفعل، خصوصًا مع تداول معلومات تفيد بأن العراق قد جمّد المدفوعات المستحقة للشركة الروسية بعد العقوبات الأخيرة.
وأكد مسؤولون عراقيون، في وقت سابق، أن التعاملات النفطية مع الشركات الخاضعة للعقوبات تحتاج مراجعة دقيقة لضمان عدم تعريض القطاع لأي تبعات قانونية دولية، ما يزيد من تعقيد المشهد بالنسبة لـ"لوك أويل"، التي كانت تعتمد على الحقل كواحدة من أهم ركائز أنشطتها الخارجية.

















0 تعليق