أعلن الجيش السوداني بقيادة الفريق ياسر العطا عن قائمة شروط مشددة للانخراط في أي عملية تفاوض مع قوات الدعم السريع، في وقت تتنامى فيه الدعوات الدولية لوقف الحرب بعد إعلان قائد الدعم السريع أحمد حمدان دقلو "حميدتي" هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر.
شروط الجيش: انسحاب وتسليم سلاح وإخراج المرتزقة
أكد العطا، خلال حفل تخريج متطوعين في مدينة الأبيض غربي السودان، أن الجيش منفتح على التفاوض، لكنه “لن يقبل” بأي محادثات لا تضمن انسحاب قوات الدعم السريع إلى معسكرات خارج المدن الرئيسة في ولايتي جنوب وشرق دارفور.
كما شدد على ضرورة استعادة الحكومة السيطرة على المعابر الدولية والمطارات في كل أنحاء البلاد، باعتبارها “خطوطًا حمراء لا يمكن التنازل عنها”.
وأوضح مساعد قائد الجيش أن من بين الشروط الأساسية تسليم الدعم السريع للأسلحة والمعدات القتالية الموجودة بحوزتها، إلى جانب مغادرة المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون ضمن صفوفها.
وقال إن “السودان لا يمكن أن يستقبل أي قوى مسلحة وافدة”، في إشارة واضحة إلى المقاتلين القادمين من دول مجاورة.
لجان ميدانية وقانونية لحسم وضع القوات
العطا أشار كذلك إلى ضرورة تشكيل لجنة ميدانية مشتركة بين الجيش والدعم السريع للبحث في أوضاع من تبقى من عناصر الدعم داخل المدن.
وفي موازاة ذلك، اقترح تشكيل لجنة قانونية تُحال إليها جميع البلاغات ضد أفراد الدعم السريع، بهدف اتخاذ قرارات قضائية بشأنهم، مع إمكانية دمج من لم تثبت عليه تهم في القوات النظامية أو تسريحه وفق الإجراءات الرسمية.
هذه المسارات، بحسب العطا، هدفها “تنظيم المشهد الأمني” ووضع حد للفوضى العسكرية القائمة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
البُعد الدولي… البرهان يناشد ترامب
وفي سياق متصل، جدد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان دعوته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التدخل للمساهمة في إحلال السلام في السودان.
وتأتي دعوة البرهان وسط ضغوط دولية متزايدة، خصوصًا مع تدهور الأوضاع الإنسانية واتساع رقعة النزوح في عدة ولايات.
هدنة حميدتي… مبادرة تحت الاختبار
وكان حميدتي قد أعلن في 24 نوفمبر هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر تشمل وقف الأعمال العدائية في مختلف مناطق السودان.
لكن الجيش السوداني لم يبدِ حتى الآن موقفًا واضحًا من الهدنة، متسائلًا عن آليات تطبيقها وجدية الطرف الآخر في الالتزام بها.
وبين شروط الجيش السوداي ومبادرة الدعم السريع، يبقى السؤال قائماً: هل تمهّد هذه التحركات لعودة المسار السياسي، أم أنها مجرد فصل جديد من فصول الحرب الممتدة؟














0 تعليق