في ردّ فعل عاجل على الكارثة التي هزّت هونج كونج، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرقية رسمية إلى نظيره الصيني شي جين بينج، معربًا عن تعازيه العميقة في ضحايا الحريق الهائل الذي اجتاح عدة مبانٍ سكنية شاهقة، وتسبب في مقتل 75 شخصًا بينهم رجل إطفاء، وفق أحدث حصيلة أوردتها صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" اليوم الخميس.
بوتين يعزّي الصين: “عواقب مأساوية ومصاب جلل”
الكرملين نشر نص البرقية التي خاطب فيها بوتين الرئيس الصيني قائلاً: "السيد الرئيس المؤقر، أرجو أن تتقبلوا خالص تعازيّ في العواقب المأساوية للحريق الذي اندلع في منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة.
أرجو أن تُبلغوا مواساتي ودعمي لأسر وأصدقاء الضحايا، وكذلك تمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المصابين".
الرسالة حملت دلالة سياسية وإنسانية، خصوصًا أن الحادث يُعد من أسوأ الحرائق التي شهدتها هونج كونج خلال العقود الأخيرة.
ارتفاع الحصيلة… وقلق رسمي من سرعة انتشار النيران
السلطات المحلية أكدت أن عدد القتلى ارتفع إلى 75 شخصًا بعد جهود إنقاذ استمرت ساعات طويلة داخل المجمّع السكني "وانج فوك كورت".
الحصيلة السابقة كانت تشير إلى 65 قتيلًا، قبل أن تتكشف فداحة الكارثة مع انتشال مزيد من الجثث من داخل المباني المحترقة.
كما بلغ عدد المصابين 76 شخصًا، بينهم 11 من عناصر الدفاع المدني، فيما فقد أحد رجال الإطفاء حياته أثناء محاولة إخلاء السكان.
كيف اندلع الحريق؟
التحقيقات الأولية ترجّح أن النيران بدأت من سقالات خيزران كانت تحيط بالأبراج السكنية في إطار مشروع ترميم واسع.
لكن المفاجأة كانت في السرعة غير العادية لانتشار الحريق، إذ انتقلت النيران من المبنى الأول إلى ثلاثة مبانٍ مجاورة خلال دقائق، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق جنائي موسع.
ووفق مصادر الشرطة، فإن طريقة اشتعال السقالات وتوسع الحريق “تثير علامات استفهام”، وهو ما يفسر التحرك السريع لاحتجاز عدد من المشتبه بهم.
توقيف ثلاثة أشخاص… وتهم بالقتل غير المتعمد
الشرطة في هونج كونج أعلنت توقيف ثلاثة أشخاص للاشتباه في ارتكابهم جريمة قتل غير متعمد، دون الكشف عن هوياتهم أو طبيعة علاقتهم بمشروع الترميم.
المصادر الأمنية أكدت أن عمليات التحقيق ستتواصل لتحديد مدى مسؤولية المقاول المنفذ وفرق العمل في الموقع.
القنصلية الروسية: لا ضحايا من مواطنينا
من جانبها، صرّحت المتحدثة باسم القنصلية الروسية في هونج كونج، إكاترينا بوجوتشارسكايا، لوكالة "نوفوستي" أنه لا توجد حتى الآن أي تقارير تفيد بوجود مواطنين روس بين الضحايا أو المصابين.
وبين التعازي الدولية وعمليات التحقيق الواسعة، تبقى كارثة "وانغ فوك كورت" حدثًا صادمًا للمدينة المزدحمة، وتطرح أسئلة كبيرة حول معايير السلامة في مشاريع البناء والتنظيم في واحد من أكثر أسواق العقارات ازدحامًا في العالم.
















0 تعليق