دخلت المواجهة بين إسرائيل ولبنان مرحلة أكثر حساسية، بعدما كشفت القناة 14 الإسرائيلية عن انتقال تل أبيب من سياسة “الهجمات النسبية المحدودة” إلى “موجة من الهجمات” في العمق اللبناني، في إطار ما وصفته بأنه خطوة نحو أحد خيارين: تصعيد واسع النطاق أو إجبار حزب الله على نزع سلاحه جنوب الليطاني.
هذا التطور جاء في ظل سلسلة عمليات اغتيال وغارات استهدفت بلدات جنوبية، تزامنت مع ضغوط أميركية وإسرائيلية متزايدة على بيروت، وصلت إلى حد إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن، في إشارة واضحة إلى مستوى التوتر.
رسائل متبادلة: “نزع سلاح حزب الله” قبل نهاية العام
وفق القناة الإسرائيلية، تلقّت تل أبيب رسالة من الجانب اللبناني مفادها أنه سيتم العمل حتى نهاية العام الجاري على إزالة أسلحة حزب الله من جنوب لبنان.
وردّت إسرائيل بدورها بأنها ستتدخل عسكريا لتنفيذ ذلك إذا فشلت السلطات اللبنانية.
هذه الرسائل، وإن لم تؤكّد رسمياً من بيروت، تشير إلى ضغوط كبيرة لإعادة تفعيل القرار 1701 وإعادة الانتشار جنوباً، وسط تزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أكبر.
رئيس الوزراء نواف سلام: لبنان مستعد للتفاوض بدعم أميركي
في محاولة لتجنب سيناريو الحرب، أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، في مقابلة مع "بلومبرج"، استعداد بيروت للانخراط في مفاوضات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن لبنان سيطلب دعماً أميركياً لإطلاق مسار تفاوضي جديد.
سلام شدد على أن بلاده “لن تفوّت فرصة التغيير في المنطقة هذه المرة”، لافتاً إلى أن لبنان سبق وأن دخل قبل عامين في مفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، وأن المبدأ ذاته لا يزال قائماً.
وقال بوضوح: “هذا أمر محيّر. الإسرائيليون يطلبون مفاوضات، وحين نظهر استعداداً، يرفضون اللقاء. وهذا سأناقشه مع الأميركيين”.
الرئيس جوزيف عون: لا خيار سوى التفاوض لتجنّب حرب مدمرة
رسالة مشابهة حملها الرئيس اللبناني جوزيف عون الذي أكد في مقابلة حديثة أن بلاده لا تملك خياراً سوى التفاوض، مستحضراً مشهد الدمار الشامل في غزة محذّراً من تكراره في لبنان.
وأضاف: “لن نقاتل وحدنا.. سنفاوض. ورجال الدولة يفعلون ما يجب فعله لمنع الانهيار وبناء وطن يعيش فيه الناس بكرامة وبحبوحة”.
مشهد لبناني معقّد: بين ضغط إسرائيلي ورغبة رسمية في التهدئة
تزامن التصعيد العسكري مع تحركات سياسية لبنانية لفتح الباب أمام حل دبلوماسي، مدفوعاً بالخوف من حرب واسعة لن يتحملها الاقتصاد اللبناني المنهك.
ومع استمرار الضربات الإسرائيلية، وتأكيد بيروت استعدادها للتفاوض، تبدو الساحة مفتوحة على احتمالين: اتجاه إلى طاولة التفاوض أو تصعيد أكبر تفرضه إسرائيل على الأرض.
لكن المؤكد أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد المسار: تسوية سياسية مدعومة أميركياً، أم مواجهة جديدة تنذر بتغيير قواعد اللعبة في المنطقة.















0 تعليق