أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده اليوم أكثر استعدادًا لأي هجوم إسرائيلي محتمل مما كانت عليه خلال الحرب الأخيرة بين الجانبين، مشيرًا إلى أن التطورات العسكرية الإيرانية خلال الأشهر الماضية جعلت القدرات الصاروخية أكثر تقدمًا من حيث العدد والدقة والمدى. وأوضح عراقجي في مقابلة مع مجلة "الإيكونوميست" أن إيران تعلمت دروسًا واسعة من حرب الأيام الـ12، ونجحت في تحديد نقاط قوتها وضعفها، وكذلك الثغرات الموجودة في المنظومة الإسرائيلية، وهو ما دفعها إلى تحسين قدراتها الدفاعية والهجومية بشكل ملحوظ، مؤكدًا أن بلاده أصبحت في وضع أفضل بكثير إذا ما وقع هجوم جديد.
وقال عراقجي إن الاستعداد الإيراني لا يعني السعي نحو الحرب، بل إن "أفضل طريقة لمنع الحرب هي الاستعداد لها"، معتبرًا أن إسرائيل لن تكرر ما وصفه بـ"الخطأ الفادح" و"التجربة الفاشلة" التي قامت بها خلال المواجهة السابقة. وعند سؤاله عن قدرة إيران على حماية المدنيين في حال وقوع حرب جديدة، خاصة في ظل غياب الملاجئ الكافية خلال الهجوم السابق، اكتفى عراقجي بالتأكيد على أن "الدرس قد تم تعلمه"، في إشارة إلى تحسين الإجراءات المدنية والدفاعية.
وتأتي تصريحات عراقجي وسط تحذيرات متزايدة من احتمال اندلاع مواجهة جديدة، حيث أشارت تقارير دولية إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل قد يكون مسألة وقت فقط، خاصة بعد انهيار الاتفاق النووي لعام 2015 وتجديد العقوبات الأميركية، ما أدى إلى جمود سياسي وأمني خطير. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، والذي يكفي لإنتاج ما يقرب من 11 قنبلة نووية، قد نُقل إلى مواقع سرية، فيما تعمل مصانع الصواريخ الإيرانية "على مدار الساعة".
كما حذّر خبراء، بينهم علي ويز من مجموعة الأزمات الدولية، من أن الرد الإيراني المقبل قد يشمل إطلاق نحو 2000 صاروخ في ضربة واحدة، مقارنة بـ500 صاروخ خلال حرب يونيو. وفي السياق ذاته، كشفت تقارير لشبكة CNN أن إيران استأنفت إنتاج الصواريخ الباليستية بعد تلقيها شحنات كبيرة من المواد الخام من الصين، تكفي لتصنيع مئات الصواريخ الجديدة.
وفي موازاة ذلك، يواصل المسؤولون الإيرانيون التأكيد على أن التصعيد الأخير في المنطقة والتوتر الاقتصادي الداخلي جزء من تداعيات "حرب الـ12 يومًا"، بينما تروج صحيفة "كيهان" المقربة من مكتب المرشد الإيراني لاحتمال نشوب صراع جديد مع الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبرة أن المؤشرات الحالية تجعل المواجهة المقبلة "مرجحة جدًا".










0 تعليق