Advertisement
كريم، شاب لبناني، يروي تجربته مع أحد المطاعم في بيروت قائلاً: “شاهدت إعلانًا على موقع (إنستغرام) عن وجبة برغر مع بطاطا ومشروب بسعر ٧ دولار فقط. توجهت إلى المطعم متحمّسًا للاستفادة من العرض، لكنني فوجئت حين أخبرني الموظف أنّ العرض انتهى منذ أسبوع، رغم أنّ الإعلان لا يزال منشورًا. اضطررت إلى الطلب من القائمة العادية ودَفعت ضعف السعر".
قصة كريم ليست استثناءً، بل أصبحت ظاهرة متكررة. فمع اشتداد الأزمة الاقتصادية في لبنان، لجأت بعض المطاعم إلى وسائل تسويقية مضلِّلة لاستقطاب الزبائن، مستغلّة حاجة الناس للعروض المخفّضة في ظل الغلاء المتصاعد.
في هذا السياق، أكدت إدارة أحد المطاعم التي اتُّهمت بنشر دعاية كاذبة": “لم يكن الهدف خداع الزبائن. الإعلان كان صحيحًا في البداية، لكن عندما انتهى العرض لم نتمكن من سحب المنشور بسرعة من صفحات التواصل الاجتماعي. نحن أيضًا نعاني من تغيّر الأسعار والتكاليف بشكل يومي، وليس من السهل مواكبة كل التفاصيل".
غير أنّ هذه المبرّرات لا تلقى قبولًا لدى كثير من المستهلكين الذين يرون أنّ "ما يحدث هو نوع من الاستغلال". تقول المواطنة راما المعوش، وهي إحدى المتضرّرات من هذه الدعايات: “ما يحصل ليس خطأ بسيطًا بل استغلال واضح. عندما يرى الزبون عرضًا محددًا ويذهب إلى المكان ليكتشف أنه غير موجود، يشعر بالخداع. من الضروري أن تكون هناك رقابة رسمية ومحاسبة على هذا النوع من الإعلانات".
ورأت المعوش "أنّ هذه الممارسات تؤدي إلى فقدان الثقة بين الزبائن وأصحاب المطاعم. والشفافية هي أساس النجاح في السوق اللبناني اليوم. المستهلك أصبح أكثر وعيًا من قبل، وإذا شعر بأن الإعلان كاذب، فلن يعود إلى المكان مرة أخرى".
في نهاية المطاف، قد تنجح الدعاية المضلّلة في جذب الزبون لمرة واحدة، لكنها تفقده إلى الأبد. وبينما يستمر اللبناني في البحث عن وجبة لائقة وسعرٍ معقول وسط ظروف اقتصادية صعبة، يبقى الخداع التسويقي على مواقع التواصل الاجتماعي معركةً مفتوحة بين الإغراء المزيّف والواقع الحقيقي.









0 تعليق