الأحد 09/نوفمبر/2025 - 09:41 ص 11/9/2025 9:41:34 AM
يدرك كل ذي عقل يفكر في المستقبل باستمرار، ويشغله المصير، أننا في حاجة إلى مواهب جديدة في كل مجال، الأسماء الكبيرة على الرأس طبعا، لكنها صارت مكررة إلى حد الملل، وقد يكون الأهم أنها لم تعد تملك جديدا يبهر المتابعين كما كانت تملكه في الأول، وأنها لا تبدو متنبهة إلى الأمر ولا قادرة على تجديد ما في أيديها لو تنبهت إليه، وأنها توشك أن تحتكر المجالات فتسد المنافذ على قادمين خليقين بالصدارة مثلها وزيادة، بل حدث فعلا أن تعطل القطار الجديد بتعطل القطار القديم في محطات فارقة؛ ومن ثم برقت الخسارة بروقا ينذر بالخطر.
لا أحد تقريبا يعمل على اكتشاف المواهب، بشكل صادق ونشيط ومنظم، منذ سنوات بعيدة، ولو جرى اكتشاف موهبة فبالصدفة، ولا يدري من اكتشفها، فردا كان أو عددا، ماذا يفعل، سوى أنه يشجعها على مواصلة مشوارها أيا كان، لكنه التشجيع الخالي من الفعل الداعم، وفي الآخر قد تصل هذه الموهبة إلى مكان ذائع معتبر يستوعب تجليها فيبرزها ويبروزها، وقد لا تصل إلى أي شيء فتنزوي وتموت، وهذا هو الأكثر بكل أسف!
الشركة المتحدة فطنت إلى الموضوع، واعتبرته موضوعها الخاص، لم تكتف بجهدها الفني والإعلامي الكثيف، لكنها رأت أن تقديم المواهب للوطن شأن يستحق كل الاهتمام به والتفرغ له وتسخير الإمكانيات من أجله وأن يكون منفردا؛ فالنبت الصغير المتميز المبشر غدا يكبر، وهو من يكون ثروة الوطن من بين جماعاته البشرية العريضة.
أطلقت الشركة جزءا جديدا من برنامج كاستنج جامعات لاكتشاف المواهب في كافة المجالات، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، وقد كان الجزء السابق مقتصرا على اكتشاف المواهب في التمثيل وحده (يبدأ الجزء الجديد الأعم من الرابع والعشرين من شهر نوفمبر الجاري)، الهدف الآني اكتشاف المواهب في الدين (من خلال برنامج دولة التلاوة) وفي الاقتصاد (من خلال برنامج شارك تانك) وفي الرياضة (من خلال برنامج كابيتانو مصر) وفي كل مجال من المجالات في الحقيقة، لا سيما الحيوية المطلوبة، وما بعد الاكتشاف توظيف دقيق.
الدين والاقتصاد والرياضة... في الدين ما أحوجنا إلى شبان واعين نبهاء في
دائرة شديدة الحساسية كثر فيها الخلاف، وعمت الفتاوى البائسة وطمت، وتردى الخطاب، واتسعت الساحة الدينية للمتشددين حتى كاد اللين أن يغيب وتوارت المراحم وحلت القساوات، بل امتدت القصة المأساوية إلى صراع بين الأديان السماوية الثلاثة، بل صراع طوائف بين أبناء الدين الواحد...
وفي الاقتصاد الذي هو عصب الدول بأجمعها، نريد اقتصاديين عباقرة بمعنى الكلمة، يحلون مشكلاتنا الاقتصادية المتراكمة، أو يخففون وطأتها في الأدنى، بعد أن تعقد اقتصاد العالم ككل متضمنا اقتصادنا المحلي، ومن البديهيات أن الانهيار الاقتصادي يفضي إلى الاجتماعي؛ ومن ثم إلى التفكك الشامل الذي يقود إلى النهايات الحزينة...
وفي الرياضة، وما أكثر ما صارت مرعية، فقد أصبح الاستثمار الرياضي هو الأغنى والأقوى، ومن لديه مواهب عديدة فلديه ثروات طائلة، الرياضية أيضا جاوزت معنى تقوية الأبدان وتسلية المشاهدين، وأصبحت منافسات محتومة تحقق للدول المنتصرة بإطارها سمعة عطرة وترتيبا متقدما، لا يحصرها في دائرة التفوق الرياضي وحسب، إنما يرفعها على غيرها من كل جانب.
الشكر للمتحدة طبعا، ولكل مؤسسة معروفة ونزيهة تضلع بمثل ذلك وتستطيع تنفيذه، الشكر ليس مشروطا سوى بالنتيجة العادلة والإنجاز الفخور، وكم سبق وقلنا إن مصر العظيمة تجللها المواهب؛ فمن يزيح عن شبابها النابغ التراب؟ ومن يفتح نافذة واسعة للشموس الذكية كي تنير الآفاق وتدفئ القلوب؟



















0 تعليق