كشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 18 ألف إصابة بوباء الكوليرا في إقليم دارفور غرب السودان، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الصحي في ظل غياب الخدمات الطبية الأساسية وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
ضعف البنية الصحية وندرة المياه
وأوضحت المنظمة لقناة العربية أن المرافق الصحية في دارفور تعمل بأقل من نصف طاقتها بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف، بينما يواجه السكان نقصًا حادًا في المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، ما يزيد من سرعة انتشار العدوى.
وأضافت أن تلوث مصادر المياه واستخدام الآبار السطحية دون تعقيم يمثلان أحد أبرز أسباب التفشي في القرى والمخيمات المكتظة بالنازحين.
جهود استجابة محدودة
وأكدت الصحة العالمية أنها تعمل بالتعاون مع منظمات الشركاء لتوفير محاليل الإماهة الفموية وأقراص تنقية المياه، لكنها أشارت إلى أن الاحتياجات تفوق القدرات الحالية، لافتة إلى أن العديد من المناطق لا يمكن الوصول إليها بسبب القتال الدائر بين القوات الحكومية والدعم السريع.
دعوات عاجلة للدعم الدولي
دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي واللوجستي لاحتواء الوباء قبل أن يتحول إلى كارثة إقليمية، محذرة من أن استمرار القتال وتعطل شبكات الإمداد الغذائي والمائي يهدد بتوسع نطاق العدوى إلى ولايات أخرى.
كما حذرت تقارير إنسانية من أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال يجعلهم أكثر عرضة للإصابة والمضاعفات القاتلة المرتبطة بالكوليرا.
خلفية الصراع وتأثيره الإنساني
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى انهيار شبه كامل للنظام الصحي في البلاد ونزوح ملايين المدنيين.
ويقول مراقبون إن تفشي الكوليرا يمثل وجهًا آخر للأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها السودان، حيث تتداخل الأوبئة مع الفقر والجوع والاقتتال المسلح.
يُظهر تفشي الكوليرا في دارفور كيف أصبح الوضع الصحي في السودان مرهونًا بالصراع المستمر منذ أبريل 2023.
انهيار البنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية جعل السكان عرضة للأوبئة، بينما يفاقم النزاع صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية.
ويرى خبراء أن احتواء الكوليرا يتطلب ليس فقط دعمًا طبيًا عاجلًا، بل أيضًا جهودًا سياسية لوقف القتال وتأمين وصول المنظمات الإنسانية إلى كل المناطق المتضررة.













0 تعليق