الأربعاء 29/أكتوبر/2025 - 11:47 ص 10/29/2025 11:47:45 AM
رواية «الحب بمن حضر» تصوّر قرية (أو مكانًا هامشيًا) يعيش تحت نبوءة: «كل مئة عام يموت هذا المكان»، ويُنتظر «غريب» أو وريثٌ ليسلّم «القمينة» أو ورشة الطوب، وينتقل معها مصير الحبّ والمكان والذاكرة. في سياقها، نلتقي بـ «موعود» الذي يرث، أو يُسلم إليه، ذلك المكان، و«بهجة» التي تمثّل حضورًا فنيًا ووجدانيًّا في النص. الرواية تحتفي بالحب ليس كمجرد علاقة بين رجل وامرأة، بل كمبدأ وجوديّ، وكأن الموقع والمكان والعشق والموت والخوف يكوّنون شبكة مترابطة،
عبر لغة شاعرية ومكانٌ تأويلي يخلط الطويلة بين الحكاية الشعبية والرمزية، فيحول المكان البسيط – «القمينة» أو ورشة الطوب – إلى شعار وجودي، إلى ساحة تأمل في الحب والموت والخوف.
الحب كمفهوم شامل، لا ككليشيه: لا نقرأ مجرد علاقة رومانسية، بل نشاهد كيف أن الحب يتماهى مع الحياة والموت والهوامش والسلطة. مثلًا: «الحب، أعزكم الله يا سادة، يبدأ من القمينة وينتهي بها…».
يدمج الواقعي بالأسطوري، حيث تبدأ الرواية بعبارات مثل «كان ياما كان…» أو بحكاية العجوز الذي ينتظر الغريب القادم، ما يمنح النص خصوصية وجذورًا في الموروث المحكي.
واهتمام بالهامش والمكان، فالكاتب يذهب إلى أماكن بسيطة، وأشخاص من «الهامش»، ويمنحهم حضورًا مركزيًا، ما يجعل الصوت قريبًا من الحياة اليومية، وغير متصنّع.
رغم أن الحب في الرواية يُقدّم بصورة قوية، فإن بعض القُرّاء قد يشعرون بأن بعض الرموز أو الأساطير (القمينة، ورشة الطوب، التوريث، الانتظار…) تحمل الكثير من التأويل، وربّما تحتاج إلى تركيز أو إعادة قراءة لفهمها بالكامل.
قد يُنظر إلى أسلوب الطويلة – الذي يميل إلى اللغة المكثفة والرمزية – على أنه أقل سهولة لقرّاء يُفضّلون السرد المباشر أو الحبكة التقليدية.
بما أن الرواية تعبّر عن أفكار كبيرة (الحب، الخوف، المكان، السلطة) فإن بعض التفاصيل الصغيرة قد تُرى أقل استكشافًا مقارنةً ببعض محاورها الكبرى.
«الحب بمن حضر» رواية تُثبت أن الكاتب وحيد الطويلة لا يزال يبحث في حدود الحبّ والمكان والهوامش بأسلوبه الخاص. النص لا يرضى بأن يكون حبًّا عابر أو سطحيًا، بل يجعل منه طقسًا وجوديًا، ومشهدًا جمعيًا، ومكانًا يستحقّ أن يُقرأ بوعي. وإذا كانت بعض اللحظات تحتاج إلى تأمل أو إعادة، فهذا خير أيضًا؛ فالرواية تدعونا إلى التفكير وليس فقط إلى الانسياب.















0 تعليق