عقدت اللجنة العليا للطوارئ والأزمات بالولاية الشمالية اجتماعًا طارئًا برئاسة نائب رئيس اللجنة منال مكاوي، لمناقشة الترتيبات الجارية لاستقبال النازحين القادمين من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بعد تجدد التوترات الأمنية هناك. وناقش الاجتماع الخطوات العملية لتأمين الاحتياجات العاجلة للنازحين، من الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، بجانب تنسيق الجهود بين الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية لتقديم استجابة سريعة.

وأكدت منال مكاوي، أن اللجنة شكّلت لجنة ميدانية فرعية لمتابعة الأوضاع ميدانيًا بمحلية الدبة، والتنسيق مع السلطات المحلية لضمان استيعاب الأعداد المتزايدة من الوافدين. وأوضحت أن الخطة تشمل تحديث بيانات النازحين وتحديد احتياجاتهم الفعلية، تمهيدًا لتوزيع المساعدات بصورة عادلة ومنظمة.

وأضافت أن حكومة الولاية تتابع التطورات عن كثب بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والإنسانية، بهدف ضمان سلامة النازحين وتوفير بيئة مؤقتة تحفظ كرامتهم إلى حين استقرار الأوضاع في مناطقهم الأصلية.

تُعد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واحدة من أكبر المدن في إقليم دارفور وأكثرها تأثرًا بالنزاع المسلح المستمر منذ شهور، حيث شهدت خلال الأسابيع الأخيرة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومليشيا الدعم السريع، تسببت في موجات نزوح واسعة داخل وخارج الولاية.

ورغم الجهود التي تبذلها الحكومة الانتقالية لاحتواء الأزمة عبر الحوار والتدخلات الإنسانية، فإن الوضع الإنساني في الفاشر لا يزال معقدًا، مع تسجيل نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، وانقطاع بعض الخدمات الحيوية في عدد من الأحياء الشرقية والغربية.

كما تشهد الطرق المؤدية إلى المدينة قيودًا أمنية مشددة بعد تزايد التحركات العسكرية، ما دفع آلاف الأسر إلى البحث عن مناطق أكثر أمانًا في الولايات المجاورة، وفي مقدمتها الشمالية ونهر النيل، حيث تستعد السلطات هناك لاستقبال أعداد متزايدة من النازحين الفارين من القتال.