أعلنت الكويت عن أحد أبرز اكتشافاتها الأثرية منذ عقود، وهو معبد عمره 4000 عام تم اكتشافه في جزيرة فيلكا يعود لحضارة دلمون القديمة. يؤكد هذا الاكتشاف، الذي وصل إليه فريق أثري كويتي-دنماركي ، الدور التاريخي للجزيرة كمركز ديني وإداري حيوي خلال العصر البرونزي.
اكتشاف معبد أثري يعود تاريخه لـ 4 آلاف عام في الكويت
وفقًا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يُعد هذا ثاني معبد دلموني يُكتشف في الموقع نفسه، وهو مثال نادر على معبدين بنيا فوق بعضهما البعض بين عامي 1900 و1800 قبل الميلاد.
وأجريت أعمال التنقيب في التل "F6"، شرق منطقة قصر دلمون، حيث اكتشف علماء الآثار التصميم الكامل للمعبد، بما في ذلك الأساسات والفخار والأختام المرتبطة بالتجارة المبكرة.

قال محمد بن رضا، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالإنابة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: "يؤكد هذا الاكتشاف وجود معبدين بُنيا في الموقع نفسه، ويعود تاريخهما إلى ما يقارب 4000 عام". وأكد التزام الحكومة بالحفاظ على تراث الكويت العريق من خلال البعثات الأثرية المتواصلة.
أشار مشرف التنقيب الدكتور أولي هيرسلوند إلى أن الحفريات السابقة لم تكشف سوى عن شظايا جدران، لكن أعمال هذا الموسم كشفت عن مبنى كامل متعدد الغرف. وشمل الاكتشاف شظايا فخارية تُعدّ من سمات الحرف اليدوية في دلمون المبكرة، وأختامًا تجارية، وخرزًا، وشظايا منحوتة يُعتقد أنها ذات أهمية احتفالية.
ويقول علماء الآثار إن مخطط أرضية المعبد والغرفة المركزية يشبهان المباني الطقسية التي وجدت في البحرين وشرق الجزيرة العربية، مما يعزز أهمية فيلكا ضمن شبكة دلمون الدينية والتجارية.
الهوية القديمة للخليج
تقع فيلكا على مفترق الطرق البحرية بين بلاد ما بين النهرين وشرق شبه الجزيرة العربية ووادي السند، وكانت مركزًا لحضارة دلمون، إحدى أقدم المجتمعات المنظمة في منطقة الخليج. ويسلط الاكتشاف الجديد الضوء على دور الجزيرة ليس فقط كمركز تجاري، بل أيضًا كمستوطنة دائمة ومركز روحي.
ويقول الخبراء إن الاكتشاف يقدم صورة أكثر وضوحا عن الهوية القديمة للخليج، ويظهر أن المنطقة كانت متكاملة بشكل عميق في التجارة العالمية والتبادلات الثقافية قبل وقت طويل من العصر الحديث.
هذا المعبد، الذي يقف الآن شاهداً صامتاً على عصر دلمون، يقدم للكويت رابطاً عميقاً بجذورها التي يعود تاريخها إلى 4000 عاماً.














0 تعليق