قال الباحث والمحلل السياسي السوداني شوقي عبد العظيم، إن الوضع الأمني في مدينة الفاشر متردٍ إلى حدٍ خطير منذ دخول ميليشيات الدعم السريع إلى المدينة، مشيرًا إلى أن السكان المدنيين يعيشون في ظروف قاسية بسبب الرصاص الطائش والقصف المدفعي الذي رافق المعارك الأخيرة.

وأوضح عبد العظيم في تصريح خاص لـ الدستور أن الفاشر شهدت خلال الأيام الأولى بعد سيطرة ميليشيات الدعم السريع على مقر الفرقة السادسة مشاة حالة من الفوضى والعنف، مؤكدًا أن وتيرة القصف والانتهاكات كانت عالية جدًا في البداية، وإن كانت قد خفت نسبيًا الآن، إلا أن الخطر ما زال قائمًا، خصوصًا في ظل غياب أي سلطة نظامية تحمي المدنيين.

الوضع الأمني في الفاشر وماحولها بالغ السوء 

وأشار إلى أن الوضع الإنساني في المدينة وما حولها بالغ السوء، لافتًا إلى أن آلاف النازحين يقطعون مسافات طويلة سيرًا على الأقدام بحثًا عن مناطق آمنة في شمال دارفور، في ظل غياب كامل للخدمات الصحية والإنسانية، مؤكدًا أن هذه الرحلات الطويلة أصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الأطفال والنساء وكبار السن.

وأضاف عبد العظيم أن ما يجري في الفاشر يحتاج إلى تدخل عاجل لتأمين المدنيين وتوفير الحماية والمساعدات الإنسانية، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى كارثة إنسانية يصعب احتواؤها لاحقًا.

وأكد الباحث السياسي أن أي خطوات لإنقاذ الفاشر يجب أن تكون سريعة وحاسمة، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني تأخر كثيرًا في التحرك، ما جعل المدينة تسقط بالكامل في قبضة الدعم السريع الذي حشد قوات ضخمة داخلها، قائلاً: "إنقاذ الفاشر في هذا التوقيت أصبح مهمة شبه مستحيلة، بعد أن أصبحت المدينة تحت سيطرة كاملة لميليشيات الدعم السريع."

وتابع عبد العظيم: "الوضع الحالي يعني أن الدعم السريع بات يفرض سيطرته على معظم إقليم دارفور، وليس على الفاشر وحدها، وهو ما يمنحه خط حماية استراتيجيًا ويشكل في الوقت نفسه خط إمداد واسعًا يهدد مناطق جديدة في شمال وجنوب كردفان."

وختم تصريحه بالقول إن التطورات الجارية تنذر بتوسّع رقعة الحرب خلال المرحلة المقبلة، مضيفًا: "وجود الدعم السريع بهذه القوة في دارفور يشكل تهديدًا مباشرًا لمناطق كردفان وللسودان بأكمله، ولا بد من تحرك وطني ودولي جاد لوقف هذا الانهيار الأمني والإنساني الخطير."