النقل بالسكك الحديدية:

في مستهل الاجتماع، تم تقديم عرض تقييمي لمحور النقل بالسكك الحديدية، حيث شدد الوزير على ضرورة الاستدراك العاجل للاختلالات المسجلة في بعض الخطوط، لا سيما التأخرات والأعطال التقنية، مؤكدا أن “المواطن ينتظر خدمة نوعية وآمنة”.

وأمر الوزير بتكثيف المراقبة على محطات القطارات وحواجز التقاطع مع الطرقات للحد من السلوكيات غير الحضارية التي تمس بأمن الرحلات، مع دراسة تفويض خدمات الحراسة الأمنية لمؤسسات متخصصة وفق دفاتر شروط دقيقة.

كما أشاد بالنتائج الإيجابية المحققة خلال موسم الصيف الفارط، بفضل إعادة إدماج سبع قطارات من نوع “كوراديا” بعد تأهيلها، وأوعز بتسريع وتيرة إصلاح باقي القطارات لإعادة تشغيلها في المدى القريب.

وفي سياق آخر، أبرز الوزير أهمية تحسين مردودية نقل البضائع عبر السكك الحديدية ورفع تنافسية المؤسسة من خلال التقييم المستمر للمؤشرات الاقتصادية وتطوير البنى التحتية.

وسجلت الوزارة نتائج غير مسبوقة في الجنوب، إذ تم تخفيض حالات إلغاء الرحلات إلى الصفر (0) سنة 2025، بعد أن كانت تتجاوز 1000 حالة سنويا قبل 2022 و570 حالة سنة 2024، بفضل جهود إزالة الرمال عن الخطوط السككية. 

ودعا سعيود إلى الاستعانة بالخبرة الوطنية والشركات الناشئة لتقديم حلول ذكية ترفع من فعالية القطاع وتحسين خدمات النقل.

النقل البحري للبضائع:

أما في الشق الثاني من الاجتماع، تم التطرق إلى تطوير النقل البحري للبضائع واستعراض مؤشرات تسيير شركة كنان الجزائر.

ووجه الوزير تعليمات لرفع النجاعة التجارية والتسييرية للمؤسسة، وتشديد الرقابة على أشغال صيانة وتأهيل السفن، مع تبني مقاربة تركز على العائد الاقتصادي وجدوى الاستثمارات.

كما دعا إلى توسيع الآفاق التجارية للأسطول الوطني بما يتماشى مع الديناميكية الاقتصادية للبلاد، من خلال التنسيق مع وزارة التجارة الخارجية ومجلس التجديد الاقتصادي الجزائري لتعزيز الصادرات البحرية.

وشدد الوزير على أهمية عصرنة المنشآت المينائية وتطوير وسائل الشحن والتفريغ والتخزين، لضمان انسيابية ومرونة أكبر في حركة السلع وخفض التكاليف والآجال اللوجستية.

النقل البري وتطوير مطار الجزائر الدولي:

كما تناول الاجتماع متابعة مشروع تطوير مطار الجزائر الدولي وجهود تحسين الخدمات على مستواه، إضافة إلى عملية استيراد 10 آلاف حافلة في إطار تجديد الحظيرة الوطنية للنقل البري للمسافرين.

ودعا الوزير إلى مراجعة دفتر الشروط الخاص بخدمات النقل الحضري وشبه الحضري بما يرقى لتطلعات المواطنين في مجالات الاستقبال، الأمن، النظافة وتأهيل الناقلين.

من جهة أخرى، شدد سعيود على ضمان التزويد المنتظم بالمياه الصالحة للشرب عبر متابعة مشاريع تأهيل شبكات التوزيع، مؤكدا الدور المحوري للجماعات المحلية في هذا المجال.

كما أعاد التأكيد على ضرورة تكثيف عمليات مراقبة النظافة العمومية ومواصلة المتابعة الميدانية، معلنا عن اجتماع قادم لعرض نتائج التفتيش الميداني المنجز من طرف اللجان المركزية المكلفة بمتابعة نظافة المحيط.

واختتم سعيود الاجتماع بالتأكيد على أن تحسين خدمات النقل بكل أنواعه يمثل أولوية استراتيجية للوزارة، في سبيل رفع نوعية الحياة اليومية للمواطنين ودعم الاقتصاد الوطني.