تدخل الانتخابات البلدية في نيويورك مرحلة حاسمة وسط تصاعد الجدل حول مواقف المرشح المسلم زهران ممداني من إسرائيل، وما أثارته هذه المواقف من انقسامات حادة داخل الأوساط السياسية والدينية في المدينة. فقد تحولت إسرائيل إلى محور رئيسي في الحملات الانتخابية، حيث يسعى خصوم ممداني إلى استغلال مواقفه السابقة للتأثير على توجهات الناخبين، بينما يؤكد أن حملته تركز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تمس حياة سكان المدينة اليومية.
وأصدرت الحاخام أنجيلا بوشدال من المعبد المركزي في نيويورك بيانًا قالت فيه: "سأفعل كل ما بوسعي لضمان أن يدرك أي عمدة مستقبلي أن إسرائيل جزء لا ينفصل من قيم جماعتنا الدينية". جاء هذا التصريح ليعكس تصاعد القلق في بعض الأوساط اليهودية من مواقف ممداني، تزامنًا مع توقيع مئات الحاخامات على رسالة مفتوحة حذروا فيها من أن تصريحات المرشح "تهدد سلامة وكرامة اليهود في المدينة".
وأظهر المشهد الانتخابي انقسامًا واضحًا بين القوى الدينية والسياسية في نيويورك، حيث اصطف عدد من قادة اليهود الأرثوذكس خلف أندرو كومو، حاكم الولاية السابق، الذي يُنظر إليه باعتباره أكثر دعمًا لإسرائيل. في المقابل، يحاول زهران ممداني كسب أصوات الناخبين الشباب والمجتمعات المهاجرة عبر خطابه الذي يدعو إلى العدالة الاجتماعية ومناهضة التمييز.
وكشفت استطلاعات الرأي عن تحديات كبيرة تواجه زهران ممداني، إذ أشار استطلاع أجرته شركة Patriot Polling إلى أنه "يعاني من ضعف كبير في الاستطلاعات بين الناخبين الكاثوليك واليهود رغم تقدمه على المستوى العام لمدينة نيويورك". وأكد استطلاع آخر لجامعة كوينيبياك أن الناخبين اليهود "يفضلون كومو بفارق واسع بنحو 60%"، ما قد يضعف فرص ممداني في أحياء رئيسية مثل بروكلين وكوينز، حيث يشكل اليهود الأرثوذكس كتلة تصويتية مؤثرة.
وبينما يحاول زهران ممداني التركيز على برامج خدمية تشمل السكن والنقل والعدالة الاقتصادية، يرى مراقبون أن استمرار الجدل حول إسرائيل قد يُلقي بظلاله على مسار الحملة الانتخابية، ويجعل من مواقفه تجاه هذا الملف الحساس نقطة اختبار حقيقية في انتخابات نيويورك البلدية المقبلة.
0 تعليق